د.تركي العازمي: إلى العقلاء فقط...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1011 مشاهدات 0


من أقوال كارل يونغ، السويسري مؤسس علم النفس التحليلي المتوفي عام 1961 «أنت ما تفعله، وليس ما تقول بأنك ستفعله... لا يمكننا تغيير أي شيء ما لم نقبله».
ومن أقوال ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع المتوفي عام 1406:
ـ يوزن المرء بقوله، ويقوم بفعله.
ـ اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات.
ـ من أهم شروط العمران سد حاجة الأمن والعيش (يقول عز من قائل «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»).
ـ الظلم لا يقع إلا من أهل القدرة والسلطان وكلما فقد الناس ثقتهم بالقضاء تزداد حالة الفوضى، وهي أولى علامات الإصلاح، فالقضاء هو عقل الشعب ومتى ما فقدوه فقدوا عقولهم.
ومن أقوال الإمام الغزالي «إذا أنت لم تزرع ورأيت غيرك حاصداً، ندمت تفريطك أيام الزرع» و«خاطبوا الناس على قدر عقولهم».
الناس ما تتوقعه شيء «حسب الأقوال» وانطباعاتهم شيء حسب متابعة الأفعال.
خلال قرابة ثلاثة عقود، كم مرة سمعت عن:
ـ سنحارب الفساد ونقتلعه من جذوره.
ـ سنحل مشكلة التركيبة السكانية وقضية البدون.
ـ سنطور التعليم ونرتقي بالرعاية الصحية.
ـ سنصلح الطرق «ونحن على قرب من موسم الأمطار وطرقنا متهالكة ومنذ عام 2018»... نصرف الملايين والحصيلة لا تذكر.
ـ رؤية 2035، وتطوير الجزر، وطريق الحرير، وسكة الحديد التي قيل بأنها ستنتهي في عام 2018.
وقد قيل عن التضارب في المصالح والمحاصصة والمحسوبية الشيء الكثير لكن فعلياً «هي... هي» وإن كانت مستترة!
ينشغل البعض في التجارة وهو حق مكفول لهم دستورياً، لكن أن تجتمع صفة اتخاذ القرار بمن لديه أنشطة تجارية أو مصلحة فهو أمر غير معقول ولا يمكن أن يحقق الإصلاح.
تدرون أين المشكلة؟
إننا أوكلنا صعاب الأمور/المهام للصغار «لا خبرة ولا شهادة مرموقة ولا حسن سيرة وسلوك» وهبطوا عبر الباراشوت.
وتركنا صغائر الأمور للكبار!
وعززنا الترويج للسفاهة وتبادل الاتهامات وبث الإشاعات في عصر التكنولوجيا الحديثة التي تتيح لك تتبع مصدرها، لكن ما نسمعه شيء وما نراه مختلف تماماً حتى في ظل وجود قانون الوحدة الوطنية.
نتحدث عن حماية المال العام، والسراق يسرحون ويمرحون وغسل الأموال وغيره من التجاوزات على المال العام نسمع عنها ولم نر إلا القليل من نال جزاؤه.
الزبدة:
هل يكفي هذا أيها العقلاء كي نفيق من غفلتنا؟
وهل يعجبكم إننا نزرع الأقوال وغيرنا يحصد عبر الأفعال من مشاريع ضخمة بعضها كان من ضمن الأولويات لدينا واقتنص غيرنا الفرص وبرهنها بالأفعال؟
ألا تزورون الدول المجاورة وتنظرون بأم أعينكم كيف كانت وكيف أصبحت؟
إننا بسطاء لا نبحث عن ثراء إنما نريد فقط توسيد الأمر لأهله للاستعجال بالنهوض رأفة بالبلد والعباد... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك