أطفال التهمتهم نار العرس الدامي.. ومالك القاعة يفجر مفاجأة

عربي و دولي

الآن - وكالات 1312 مشاهدات 0


وسط مشاعر من الغضب والألم، شارك عشرات الأشخاص، اليوم الخميس، بقدّاس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى، للصلاة على أرواح ضحايا الحريق الدامي الذي اندلع بقاعة للأعراس في البلدة الواقعة في شمال العراق.

وزينت صور عشرات الأطفال مع أمهاتهم كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في البلدة، بعدما قضوا في تلك الفاجعة، وسط تأكيدات بأن معظم الضحايا من الصغار والنساء.

فيما جلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن. 

فاجعة لن تنسى

وارتجف صوت نجيبة يوحنا البالغة 55 عاماً، فيما عدّدت أسماء أقربائها الذين فقدتهم في الحريق. وقالت "شعور لا يمكن وصفه، لا أعرف ماذا أقول، شعور قاسٍ جداً وألم حزين بقلبنا، هذه فاجعة لن تنسى أبداً".

بينما أكد رياض حنا البالغ من العمر 53 عاماً، والذي فقد زوجة أخيه وابنتها الصغيرة البالغة من العمر ستّ سنوات أن بلدته قرقوش "عانت كثيراً، وألّمت بها العديد من المصائب، خلال فترة سيطرة تنظيم داعش حيث تهجر سكانها، والآن حصلت هذه الفاجعة".

كما أضاف غاضبا "من أعطى موافقة للقاعة هو يتحمل مسؤولية، فالمفروض أن يطلب منه تأمين شروط السلامة". 

كذلك أوضح أن هذه المأساة أعادت إلى ذهنه "فاجعة عبارة الموصل" التي غرقت في العام 2019 وقضى فيها نحو 100 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ماس كهربائي!

في المقابل، أكد أحد ملاك القاعة ويدعى تشوني سليمان نبو، أن ماساً كهربائياً تسبب في الحريق، على عكس رواية السلطات التي ألقت باللوم على الألعاب النارية التي أشعلت أقمشة سريعة الاشتعال في سقف قاعة الزفاف.

وفي تصريح مفاجئ، نفى كل التهم التي وجهت إلى أصحاب قاعة العرس هذه، قائلا "لم يتم إهمال إجراءات السلامة على الإطلاق"، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الخميس.

علماً أن وزارة الداخلية كانت أعلنت سابقا أن مواد البناء سريعة الاشتعال أسهمت في الكارثة، واتهمت ملاك القاعة بانتهاك بروتوكولات السلامة والأمن.

فيما كشف قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبدالله الجبوري في تصريحات للعربية/الحدث بوقت سابق اليوم توقيف 19 شخصاً، مؤكداً أن إجراءات السلامة لم تحترم.

حرائق مميتة سابقة

وقتل مئة شخص على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جراء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء الأربعاء في قاعة الأعراس بقرقوش، التي كانت تضم نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق

وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل.

كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

ففي نيسان/أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين.

ثم بعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز/يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية جنوب البلاد اندلع في جناح لمرضى كوفيد.

يشار إلى أن بلدة الحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار/مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.

ولحق بها دمار كبير على أيدي تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق.

تعليقات

اكتب تعليقك