طلال عبدالكريم العرب: الكويت في قبضة القندهاريين

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 795 مشاهدات 0


لا نعلم مدى صدق ما نشر، ونتمنى أن تكون نكتة سمجة، فقد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقترح لأحد النوائب القندهاريين ينص على إرجاع التيار الكهربائي، وتقسيط المبالغ المستحقة على من قطعت عنه فقط لمن يأتي بورقة من إمام منطقته تثبت أنه مواظب على صلواته الخمس في المسجد، ولا ندري ما هو موقع العاجز والمعاق والمرأة من هذه الفلتة، ولا إذا ما أدرجت مساجد الإخوان الشيعة ضمن ذلك الاقتراح، فالصلوات فيها ثلاث.

كما انتشر خبر خطير، نتمنى تكذيبه، بأن أحد النوائب القندهاريين توسط وأصر على إطلاق سراح أحد المجرمين المطلوبين بجريمة هتك عرض طفل، ومحاولة قتل خاله، ونحمد الله أن رفض طلبه حتى كتابة هذه السطور، كما نشرت صورة مخزية لوفد الشعبة البرلمانية المشارك في المؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب، وقد أزيل منها وجه سيدة خلف نوائب أمة عن طريق «الفوتو شوب»، وهو تصرف مخزٍ، ودلالة واضحة على انحدار المستوى الأخلاقي وتراجع كويتي عن حفظ حقوق المرأة وكرامتها.

الكويت اليوم واقعة بتخاذل حكومي في قبضة قندهارييها وأمزجتهم الخاصة بهم، فمطلب مزاجي لأحد النوائب كاف لأن تنصاع له الحكومة بلا تردد، وهو يدل على أن الكويت لم تعد كما كانت دولة مدنية، الكويت الآن واقعة تحت قمع اجتماعي مزعج وكريه، وفرض هيمنة حفنة من القندهاريين على المجتمع بأكمله بماركة حكومية واضحة.

الذي يثير الريبة أن هؤلاء النوائب كأنهم ينفّذون أجندة تريد إشغال الناس عن إصلاح الخلل الحقيقي للبلد، كموضوع الاختلاط الذي لووا تفسيره ليوائم مزاجهم، يريدون إشغالهم عن مكافحة الفساد، وإصلاح التعليم، والقضاء على التزوير والرشوة، وعن تفعيل عجلة التنمية، يريدون أن يشغلوهم عن المطالبة باسترجاع ما نُهب من أموال البلد، وعن عقاب سراق المال العام.

نوائب هذا الزمان لم يعيشوا زمن الانفتاح الكويتي الحقيقي، زمن التميز، زمن المبادرة، زمن التفوق التنموي والاستثماري، والإعلامي، والفني، زمنا جميلا كانت فيه الكويت هي المثل الأعلى للكثيرين، أما سياسياً فكانت متفوقة بمعارضتها الوطنية الحقيقية، فلم يكن هناك مكان لنوائب أمة، فلم يكن في كويت الأمس صوت لهذه المجاميع، لأنها لم تكن أصلا موجودة.

التوجه الحكومي والنيابي المستنير في كويت الأمس كان منصبا على التنمية، والعلم والتعليم، والفن والثقافة وحرية البشر الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة، نحن الذين عشنا وسعدنا وتمتعنا بسنوات الحريات الشخصية والثقافية والفنية، في الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات، نعيش الآن زمناً كئيباً متزمتاً أكثر من أي بلد عربي، الكويت اليوم هي قندهار العرب بلا مبالغة ولا تهويل.

الأعراف والتقاليد شماعة انتخابية، فلا تضيّعوا وقت البلد على أمور ليست من شأنكم، عليكم محاربة الفساد، عليكم بالتشريعات التنموية، واتركوا ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، فالكويت تتقهقر، الكويت اليوم تغرد لوحدها، فقندهاريوها يجرونها قسراً إلى المجهول.

تعليقات

اكتب تعليقك