د.نادية الخالدي: للمهتمين مع التحية

زاوية الكتاب

كتب الآن 564 مشاهدات 0


الطبيعي أن تكون حياتنا هادئة تسير كيوم عادي كل يوم، ولكن ماذا لو استيقظت من النوم وصارت حياتك لا تشبهك، وصار يومك مختلفاً، ومشاعرك مختلفة وسلوكك اختلف وتغيرت أنت بالكامل في هذا اليوم؟
إن ما سبق ذكره يحدث بشكل كثير للكثير منا، ولكن الكثير منا لا يعلم أنه ليس وحده ما يحدث له ذلك كيف ذلك، سأخذك عزيزي القارئ لحياة أحدهم ممن هم مشمولون بحياة التغير المفاجيء.
محمد، مهندس مليء بالحيوية استيقظ الساعة 5 صباحاً، ارتدى ملابسه وافطر وخرج كالمعتاد ذاهباً لعمله، إلى الآن اليوم طبيعي جداً وعادي جداً.
ولكن أثناء قيادته للسيارة شعر أن ضربات قلبه تزداد بشدة بشكل مخيف، بالكويتي نقول كوصف للتعبير «قلبي طلع برا مو قادر».
وإضافة إلى ذلك شعر بالاختناق، وكأن شخصاً يخنقه ولا يستطيع التنفس، استمرت النوبة وشعر أنه سيموت، فحول طريقه من الدوام إلى المستشفى وبعد الكشف والتحاليل تبين أن كل الأمور طبيعية عند محمد.
وبعد هذا الكلام زاد خوف محمد، ماذا حدث لي؟ إذا وإذا تكرر مرة أخرى ماذا أفعل؟، نلاحظ هنا بدأ الخوف بالدخول التدريجي لحياته، وهكذا يحدث للبعض منا ان الخوف عندما يتحرك داخلنا يتحرك صغيراً ومتناهياً الصغر فلا نشعر بأهمية إخراجه على الفور. إلى أن يكبر بشكل لا نستطيع بسهولة التخلص منه، وفعلاً كبر هذا الخوف بداخله وصار وكأنه متأهباً لحصول شيء، ومع محركات البحث وكتابة مشكلته اكتشف أن هناك شيئاً يدعى الهلع.
وان هذه الأعراض التي حدثت نتيجة اضطراب الهلع وان حالة عدم قدرته من الخروج من المنزل اصابت الكثيرين مما تعرضوا لم تعرض له، ولكن ماهو الهلع؟ هو أحد اضطرابات القلق الشائعة جداً، والتي يجهلها كثير من الناس ويظهر الهلع على شكل نوبات من الأعراض الجسمية المفاجئة المصحوبة بالخوف الشديد من الموت أو فقدان الوعي أو العقل. ويتم تشخيصه بالاستناد إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين (American Psychiatric Association) وهي
أن يكون لديك نوبات هلع متكررة وغير متوقعة.
• أن تكون إحدى نوبات الهلع لديك على الأقل متبوعة بشهر أو أكثر من القلق المستمر في شأن التعرض لنوبة أخرى، أو الخوف المستمر من توابع النوبة مثل فقدان السيطرة أو التعرض لنوبة قلبية، أو «التصرف بجنون»، أو أن يكون هناك تغييرات كبيرة في سلوكك مثل تجنب المواقف التي تعتقد أنها قد تحفز نوبات الهلع لديك.
• لا تنتج نوبات الهلع بسبب العقاقير أو استخدام أي مواد أخرى، أو الحالات المرضية، أو حالات الصحة العقلية الأخرى مثل الفوبيا الاجتماعية أو مرض الوسواس القهري.
إذا كنت مصاباً بنوبات الهلع لكن لم تُشخَّص إصابتك باضطراب الهلع، فلايزال بإمكانك الاستفادة من العلاج. في حالة عدم علاج نوبات الهلع، من الممكن أن تسوء وتتطور إلى اضطراب الهلع أو نوع من أنواع الفوبيا.
ولكن ما سبب هذا الاضطراب بعيداً عن الأسباب الطبية؟ هناك أسباب نفسية وهي المعنية بهذه المقالة، وهي حدث موجع وصادم ومتعب حدث لصاحب المشكلة.
نرجع لمحمد
ماذا تعرض له محمد ؟
محمد خسر زوجته في حادث سير قبل 3 شهور ولكن كأي فاقد لم ينتبه لتأثير هذه الصدمة عليه وظن أن الأمر. لا علاقة له بهذه الصدمة ولكن الحالة النفسية لها كلام آخر. ونتائج أخرى مرتبطة بكل شيء عنا سواء كنا واعين بها ونذكرها أو كنا لا نعي بها ولا نتذكرها، وعند هذا الرعب الذي اكتشفه داخله والذي لا يشعر به سوى من خاض الشعور ذاته، فالسلوك سهل وصفه ولكن المشاعر صعب جداً ان توصف، فهي مرتبطة بشيء غير مرئي وصعب.
قرر محمد أن يعالج الهلع ويتخلص من كل مخاوف الموت وأن يبدأ حكاية جديدة،ً وهي التعامل مع الخوف الذي قد يفقدنا كل متع حياتنا بلحظة لأننا فقط لم نتعلم مهارات التعامل معه، وفعلاً أخذ جلساته الخاصة عند طبيبه المختص واستطاع ان يتغلب على هذا الأمر.
لذلك عزيزي القارئ، لا تخف إن تغيرت مشاعرك بلحظة أو خفت في لحظات كبيرة، لا تخف إن هاجمتك فكرة أو هاجمك شعور أو تمكنت منك صدمة، كل ما تحتاجه أن تفهم حالتك، أن تذهب للمختص الصح، ألّا تهمل زيارة الطبيب النفسي كما أنت متيقن أنه لابد أن تكشف حالتك للطبيب العام فكلنا نحتاج المساعدة بين الحين والآخر.
تحياتي

تعليقات

اكتب تعليقك