د.تركي العازمي: كويت الغد... تناديكم!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 834 مشاهدات 0


أستغرب من تردي الأوضاع وأتساءل عن غياب الرقابة وأبجديات المتابعة لتنفيذ المشاريع وجودتها ومدة تنفيذها وتكلفتها... ولا أجد إجابة وكأننا في معزل عن العالم بين صراعات و«نهب مبرمج لثروات البلد»!

والذي يثير للدهشة التي توصلك إلى حد «حذف العقال» من هول المعاناة هو ما تراه من حفر ومشاريع طرق يظل تنفيذها «بالقطارة» وببطء شديد.

يعني، «ربعنا» وأعني من أوكلت لهم مهام اتخاذ القرار وإيقاع العقوبات والمخالفات: ألا يرون المشاريع تنفذ في الدول المجاورة خلال عام أو عامين بينما نحن؟... الله يصلح الحال.

تمر على بعض الطرق وتستغرب وتبحث عن إجابة ولا تجد ما يبرر تأخر مشاريع الطرق بالذات، وبعد أن استعنت بمهندس متخصص رد المهندس بالقول «يا بو عبدالله... تعال شوف، لا يوجد سوى آليات قليلة ولا يوجد عمال يشتغلون بينما الدول المجاورة العمل خلال 24 ساعة»... ورددت عليه «يمكن مبلغ المناقصة محروق أو موزع بالباطن»، قال «غير صحيح... تكلفة المشاريع لدينا مبالغ فيها لكن لا رقابة ولا عقوبات ولا غرامات ولا حتى عامل التنفيذ الزمني قد أخذ بعين الاعتبار وبعضهم غاص بالمناقصات»!

«أبلشونا» بالصراعات وحب النفوذ والتلميع والضرب من تحت الحزام والصراعات بالوكالة والخاسر هو الكويت ونحن!

لا عذر أمام من أوكلت له المهمة للإنقاذ وسيجد الحساب أمام رب عادل لا تغيب عنه مثقال ذرة.

إن تحدثنا عن مكامن الخلل «زعلوا»، وإن طالبنا بالمقارنة بدول مجاورة «عصبوا» وكأن ازدهار الكويت وتطورها لا يعنيهم.

ولا أجد إجابة شافية للأسئلة المستحقة: لماذا تحارب الكفاءات ويتم إقصاؤها؟ ولماذا يستمر مسلسل تأخير تنفيذ المشاريع التنموية؟ ولماذا نحن في ذيل القائمة حسب مؤشرات الجودة العالمية «تعليم/صحة/طرق/.... إلخ»؟

كنا نتمنى الإعلان عن المكاشفة عبر حوار وطني يضم الكفاءات مع قيادي مؤسساتنا وبمعيتهم مستشارين مخضرمين.

وكنا نقول هذه كويت اليوم... وكويت الغد تناديكم وهذه المشاكل وهذه الحلول لكن لا حياة لمن تنادي!

الزبدة:

إن الحقيقة المرة التي يجب أن يفهمها أهل الكويت كافة، إن أهل الشرف من الكفاءات لا يبحثون عن منصب شكلي ولا يطأطأوا رؤوسهم بل يقولون للصح «صح» وللخطأ «خطأ»، وهذا حسب اعتقادي ووفق ما أراه هو السبب في عدم الاستعانة بهم.

إنها أمانة... فأنتم تتابعون المشاريع التنموية في دول من حولنا ونحن حتى وإن شيدنا مباني ضخمة فإنها تظل خاوية وتأتي متأخرة دون حساب ورؤية تستحقها بجدارة «كويت الغد»... فخافوا الله في البلد والعباد!

والأمانة شيء عظيم، حيث قال عز من قائل «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك