حسن العيسى: رعب الشوارع من غير نهاية

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 802 مشاهدات 0


بعد أيام قليلة ومع عودة المدارس والدوامات سنعود على «الطير يللي» بمانشيتات صحافية عن أزمة الاختناقات المرورية وساعات الانتظار الطويلة عند الإشارات المرورية لطوابير السيارات، وسنقرأ عن استعدادات إدارة المرور للأزمة بنشر كل دوريات الشرطة في الشوارع، ثم تصريحات ولقاءات إعلامية لمسؤولين كبار وتطبيل ومدح ونقد، وفي النهاية لا شيء يحسم المسألة بحكم العادة المستقرة في أزمات الدولة المزمنة، فلن نجد غير حلول ترقيعية عند إدارة المرور، حالها من حال بقية إدارات الدولة مع أمراضها المستعصية بدولة «يا رب لا تغير علينا»، فلا شيء غير المسكنات المؤقتة كي تؤجل مواجهة الأزمات، ولا تجرؤ على استئصال أسبابها، فالحلول الجذرية تتطلب جرأة وشجاعة وقدرة على المواجهة مع استعداد للتضحية من السلطة والناس، وكلها أمور بعيدة عنا.

سنسمع الكثير عن ضرورة تغيير قوانين المرور، وتشديد العقوبة على المخالفين، وكلها مسائل نابعة عن ثقافة متخلفة بعنوان «سنضرب بيد من حديد»، فالمسألة ليست بكثرة القوانين وتشددها، بقدر ما تكون بالقدرة على تطبيق القانون وتفعيل نصوصه على أرض الواقع.

لا أحد الآن يطلب مثلاً إنشاء شبكة مترو أنفاق أو تطوير وسائل النقل العام، مثلما يحدث في بقية دول الخليج، لكن من باب أضعف الإيمان يمكن أن تطبق وزارة الداخلية قانون المرور على المستهترين والمخابيل - وما أكثرهم - الذين يبثون الرعب والاحتقار للغير في الشوارع، فهم يتصورون أن شوارع الدولة تركة خاصة بهم، هذا سلوك طبيعي منهم، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وهؤلاء أمنوا العقوبات وعدم الملاحقة الفورية من الدوريات، فهناك اعتماد مطلق على كاميرات المرور في الخطوط السريعة، والمطبات في الشوارع الداخلية، وهي غير مجدية أبداً في الضرب على أيدي المستهترين.

لا نحلم بحلول جذرية مع إدارات الدولة المترهلة في حرب الشوارع واختناقات المرور، وليس من حقنا أن نتمنى أن نكون مثل سنغافورة التي حلت أزمة المرور بفرض ضرائب عالية على مبيعات السيارات واستعمال الطرق العامة، وخلقت بالوقت ذاته وسائل نقل عام جيدة، فنحن أدرى بسيفوه وخلاجينه، لدينا تركة سيفوه كبير تنابلة السلطان وليس تراث عزيمة «لي كوان هو»، وهذا محزن في دولة تسير من سيئ إلى أسوأ وأكثر الناس لاهون، بماذا...؟ لا ندري!

تعليقات

اكتب تعليقك