من صدى المنفى .. بين أحمد شوقي وحافظ ابراهيم

فن وثقافة

رجا القحطاني 2935 مشاهدات 0


كتب رجا القحطاني

في عام 1914 م قام الانكليز الذين يحتلون مصر بنفي أمير الشعراء أحمد شوقي ، حيث قضى شوقي 4 سنوات في منفاه في اشبيلية "إسبانيا "، وأثناء ذلك وبدافع الشوق إلى مصر بعث برسالة إلى شاعر النيل حافظ ابراهيم تتضمن ثلاثة أبيات " جاء عنوانها "من الغائب إلى المقيم " يقول فيها شوقي:

يا ساكني مصر إنا لا نزال على    
عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا

هلا بعثتم لنا من ماء نهركم    
شيئا نبلُّ به أحشاء صادينا

كل المناهل بعد النيل آسنةٌ    
ما أبعد النيل إلا عن أمانينا

فأحس حافظ بنار الحنين في قلب  شوقي ، فردَّ عليه بثلاثة أبيات أيضاً ، وكان عنوانها
" من المقيم إلى الغائب" :

عَجِبتُ  لِلنيلِ  يَدري  أَنَّ  بُلبُلَهُ  
صادٍ وَيَسقي رُبا مِصرٍ وَيَسقينا

وَاللَهِ ما طابَ لِلأَصحابِ مَورِدُهُ  
وَلا اِرتَضَوا بَعدَكُم مِن عَيشِهِم لينا

لَم تَنأَ عَنهُ وَإِن فارَقتَ شاطِئَهُ  
وَقَد  نَأَينا  وَإِن  كُنّا  مُقيمينا

والبيت الأخير لحافظ ابراهيم  جاء كنايةً عن معاناة المصريين تحت الاحتلال الانكليزي وفقدهم الحرية وكأنهم ليسوا  في وطنهم وأن أقاموا فيه ، يينما يرى حافظ أن شوقي مازال مقيما في ذاكرة الشعب وإن ظل نائياً عن وطنه.

تعليقات

اكتب تعليقك