وليد الجاسم: مواقف متعددة الأدوار ومحلات وبنت هاوس في حولي! لِمَ لا؟

زاوية الكتاب

كتب وليد الجاسم 1075 مشاهدات 0


بدلاً من التحلطم، نحاول تقديم الأفكار للمشاكل المزمنة التي نكاد نكون بلغنا حالة اليأس من وجود حكومة أو مجلس ينوي أن يحلها، نطرح هذه الحلول المبدئية البسيطة والقابلة للتطوير والبناء العلمي عليها، آملين أن تجد الفكرة وزيراً أو مسؤولاً حكومياً يؤمن بها ويستجيب للحل المطروح أو يطوّره أو يبتكر غيره.

قبل يومين، طرحنا حلولاً نقترحها لأزمة العمالة المنزلية المزمنة منذ سنوات عدة، والتي صارت أخيراً في خانة استحالة الحل... قدمنا حلاً نعتقده مفيداً للجميع ولا خاسر فيه وسوف تقبل به حتى الدول التي لديها تحفظات وموانع!

مشكلتنا اليوم التي نتحدث عنها موجودة يومياً وفي كل وقت في حولي والنقرة والسالمية والفروانية وخيطان والمهبولة وغيرها من مناطق الاكتظاظ السكني والعمارات التي يعاني سكانها منذ عقود من أزمة مواقف.

جرّب أن تدخل بسيارتك بين العمارات ليلاً، سوف تجد السيارات متكدسة وتغلق على بعضها البعض، ولو صوّرتها من الجو لجاءك شعور بأنها سيارات جرفها السيل وكدّسها هذا التكديس.

ولو راجعت حراس العمارات ومخافر هذه المناطق، لعلمت أن المواقف هي أزمة السكان اليومية، وهي منبع العراك الكلامي اليومي، وهي مولدة الضغائن في النفوس بين الجيران في البناية الواحدة أو الفريج السكني الواحد، وكثيراً ما تتطور الأمور إلى عناد وجدل ومشادات كلامية عنيفة وتشابك بالأيدي.

حتى الساحات الفسيحة بين البنايات تجدها مثل أرض المعركة، ما بين حاويات القمامة المتناثرة والسيارات المتكدسة في حالة من الفوضى المرورية والتعدي على أرصفة المشاة... ولا نلومهم في ذلك حقيقة، فتراخيص البناء تُستخرج من دون ضمان وجود مواقف كافية، أو تتم بمخططات متحايلة سرعان ما تتغير مع التنفيذ، والوضع النهائي للسكان هو... «دبّر حالك».

وبما أنّنا لا نريد التحلطم من دون اقتراح الحلول، وبما أن الحلول التقليدية من مخالفات وتشديد مروري وأمني لن تجدي نفعاً، لأن الواقع الرديء يفرض نفسه، فالحل المطروح لهذه المشكلة المزمنة يجب أن يكون مختلفاً وعملياً وقابلاً للتنفيذ.

ماذا لو طلبنا من شركة المرافق العمومية مثلاً، بالتعاون مع أي جهات أخرى رسمية وخاصة، خطة عاجلة لاستغلال كل الساحات الخالية في كل تلك المناطق لبناء مواقف متعددة الأدوار (سردابين وأربعة أو خمسة أدوار) وتكون بنظام الاشتراك الشهري أو السنوي... وبعدها اللي يصفط غلط لعنوا خيره وخير سيارته.

بالإمكان أن تكون واجهات الدور الأرضي في هذه المواقف مجموعة دكاكين لمحلات البقالة وكل الخدمات التي تحتاجها هذه المناطق من فروع صغيرة للجمعيات التعاونية والسوبر ماركت والمخابز الصغيرة ومصابغ الملابس ومراكز صيانة التكييف والأجهزة المنزلية، وربما بعض المقاهي والمتنفسات الترفيهية.

مو بس هذا، حتى سطح مبنى المواقف متعددة الأدوار من الممكن أن يكون مدراً للأموال، فيكون عبارة عن عدد محدود من الشقق المميزة بنظام البنت هاوس، وكل شقة لها حوش فسيح ومطلات وبلكونات، وسوف تجد من يستأجرونها بأسعار جيدة.

تخيّلوا المدخول الشهري لكل هذه المواقف المتعددة الأدوار التي ستكون بالمئات وكل مداخيلها المتوقعة من اشتراكات المواقف وإيجار المحلات والشقق الفاخرة، وفوق هذا كله حصلنا على مناطق نموذجية وخففنا المشاكل المرورية والتنظيمية والشخصية بين السكان والاختناقات داخل هذه المناطق، فعززنا المداخيل المالية من جهة وساهمنا في حفظ النظام العام والأمن من الجهة الثانية.

مثل هذه الأفكار إذا طرحت للتنفيذ سريعاً وبشكل جاد ومن دون شروط تعجيزية، سوف تتهافت البنوك وربما الشركات العقارية لتمويلها ومشاركة شركة المرافق العمومية فيها... ولكن يبقى السؤال... هل مِنْ مُجيب؟ أتمنى ذلك.

تعليقات

اكتب تعليقك