وليد الجاسم: سمو رئيس الوزراء... جِدْ لهم حلاً
زاوية الكتابكتب وليد الجاسم سبتمبر 5, 2023, 11:44 م 894 مشاهدات 0
قالوا لنا «شباب وشباب ونبي الشباب»... وحطونا وكلاء مساعدين بعد استثناء من مجلس الوزراء كون بعض المرشحين لم يكملوا مدة الـ 18 عاماً خدمة كما يشترط أصلاً في الوكيل المساعد... قبلنا الترشيح وذللوا لنا العقبات الإدارية... ولكن لاحقاً لا هم اللي جددوا لنا (مدة ثانية حتى نستوفي مدة الخدمة للتقاعد) ولا هم اللي استثنونا أو اشتروا لنا باقي مدة الخدمة المطلوبة... وبالتالي طلعونا (تقاعد قسري) ولما راجعنا التأمينات قالوا لنا مالكم حق ألحين في التقاعد... اللي باقي له ثلاث سنوات واللي باقي له خمس سنوات... صُعقنا وسألنا... «انزين... وإلى أن يحين موعد تقاعدنا شنسوي؟»!
الصمت كان هو الإجابة التي تلقيناها للوهلة الأولى، ثم فهمنا ما معناه «اقضب الباب ودبر حالك... خياراتك محدودة... إما ترجع موظف أو تشتغل في القطاع الخاص أو تطلع لك رخصة تجارية وتسجل عليها إلى أن تنهي خدمتك».
قلت لهم: العودة موظفاً ستكون جارحة وقاسية، والقطاع الخاص ما عنده شواغر دايماً ولا أصلح للتجارة أصلاً... وما عندي قدرة أدفع لنفسي راتباً، وأدفع للتأمينات أقساطي لسنوات عدة قادمة، وأنا أصلاً متعثر اليوم ومقصر في تلبية مسؤولياتي كرب أسرة تجاه أبنائي وزوجتي وبيتي كوني بلا دخل حالياً.
انتظرت إجابة لكن الصمت كان أبلغ إجابة، وسمعت في دماغي صوتاً شامياً أجشاً يقول لي «اصطفل... إنت اللي قبلت الترشيح».
هذا كان فحوى اتصال هاتفي تم بيني وبين أحد القيادات الشابة التي راحت ضحية عدم التجديد... وهو اليوم يواجه مصيره مع أسرته بلا راتب ولا معاش استثنائي ولا شراء ما تبقى من خدمته لتمكينه من التقاعد.
يقول القيادي: وللعلم، معنا في نفس الورطة وزيران سابقان شابان توهقا، حيث مدة خدمتهما لا تكفي للتقاعد، ولم يكملا مدة سنة في المنصب الوزاري، وبالتالي لم يستحقا التقاعد أيضاً.
سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر...
بعيداً عن الحسابات السياسية والبرلمانية، هناك حسابات إنسانية لا يجب أن يتخلى عنها من تكتب له القيادة... هؤلاء أبناء الكويت واجتهدوا وخدموا وانتهت خدمتهم وتورطوا هم وأبناؤهم وزوجاتهم.
ولأن الظلم ظلمات، ونعرف عن سموك حبك للعدل وبغضك للظلم، نرفع إليك هذا المقال آملين في توجيهاتك الإنسانية لإيجاد الحلول المناسبة لهم وإنقاذهم من مصير (حصان الحكومة) الذي يُعدم بعد إحالته إلى التقاعد.
تعليقات