د. مانع سعيد العتيبة الذي جمع بين العمل السياسي والإبداع الشعري فصحى وعامية .. وقصيدة "إلى اللقاء"

فن وثقافة

الآن 1400 مشاهدات 0


هو د. مانع سعيد العتيبة الشاعر القدير  والسياسي ورجل الأعمال المعروف ، تولى العديد من المناصب الرفيعة في دولة الإمارات العربية المتحدة
آخرها المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدوله(1990 -2004)
حاصل على درجة الدكتوراه وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة "كلية الاقتصاد والعلوم السياسية" عن رسالته "البترول واقتصاديات الامارات العربية المتحدة"
وحصل على الكثير من شهادات الدكتوراه الفخرية ، ولمانع العتيبة مؤلفات في المجال الاقتصادي.
لم يصرفه العمل السياسي عن كتابة الشعر الفصيح والشعبي ، وتغنى بأشعاره العديد من الفنانين منهم ميحد حمد ، محمد عبده ، راشد الماجد، حسين الجسمي ،
أصدر د. العتيبة 36 ديوان شعري بين الفصحى والعامية ، وأكثرها شهرة ديوان المسيرة  وهو يمثل ملحمة شعرية كبيرة تناول بها الشاعر مراحل التطور الاقتصادي والاجتماعي في الامارات ، وكيف كان المجتمع الاماراتي يقاسي صعوبة الحياة شأنه شأن مجتمعات الخليج إذ كان مصدر الرزق شبه الوحيد الغوص على اللؤلؤ  ،إلى أن  تطرقت الملحمة إلى النهضة الشاملة بعد اكتشاف البترول ، كما أن ل د. العتيبة رواية بعنوان "كريمة" تحولت إلى مسلسل تلفزيوني.

ننشر له هذا النص العاطفي بما يحمل من صور شعرية راقية وأسلوب تعبيري عالٍ:

أأنكِرُ  دمعَ عيني  إن  تداعا ؟
وأصطنِعُ ابتساماتي اصطناعا ؟

نَعَم  إنّي حزينٌ  يا حبيبي
فأيامُ اللقاء مضت سراعا

وهاهي ساعةُ التوديع حلت
ورُبّانُ النّوى نَشَرَ الشراعا

لجأتُ إلى التجلّدِ غير أنّي
وجدتُ الصبرَ قد ولّى وضاعا

رَفَعتُ بيأسِ مهزوم ٍذراعي
وأثقلَ حُزنُ أعماقي الذراعا

وتمتمتِ الشفاهُ ولستُ أدري
أقلتُ إلى اللقاء أم ِ الوداعا؟

نَظَرتُ إليكَ نظرةَ مستجيرٍ
ولم ألقَ الحمايةَ والدفاعا

ففي عينيكَ كان الحزنُ سيفا ً
يُهَدِدُني  ويملؤني  ارتياعا

وكان الدمعُ يَصقُلهُ فألقى
لهُ في بحرِ عينيكَ التماعا

ولم أنطق ففوقَ فمي جبالٌ
من الآهاتِ تُسكتُهُ  التياعا

أكُلُّ  موَدّع ٍ  خِلاً   يعاني
ويجترع الأسى مثلي اجتراعا ؟

على جسرِ الفراقِ وَقَفتُ أرجو
فؤادي  أن يعودَ  فما أطاعا

ولمّا  غبت  عنّي  يا حبيبي
وغادَرتَ المنازل والبقاعا

رأيتُ الليلَ يَملؤُني ظلاما ً
فَلَم يَترُك لتعزيتي شُعاعا

وصبّت مقلتاي الدّمع حتّى
غَدا كالسيلِ دَفقا ً واندفاعا

وقُلتُ بحُرقَةٍ لا جف دمعي
ولا شَهِدَ انحباساً وانقطاعا

إلى أن يجمع الرحمنُ شملا ً
لنا  فنُعيدُ وصلا ً واجتماعا

ولستُ  بمنكر  ٍياخِلُّ  دمعي
وفوقَ الوجهِ لن أضعَ القناعا

ولستُ بأول العشاقِ  حتى
أحاوِلُ كتمَ  آهاتي  خِداعا

عرفتُ الحبَّ دربا ً للمعالي
ولم  أقبلهُ  ذُلا  ً واختضاعا

وما كنتُ الذي يخشى الليالي
وما قَبِلَ الشجاعُ لها انصياعا

ولي  قلبٌ  بحتفي  لا يبالي
وما هَزَمَ الرَّدَى قَلباً شجاعا

ولم أقنع بغيرِ الحُبِّ تاجا ً
فلمّا جاءَ زِدتُ بكَ اقتناعا

لأنّك  يا حبيبي  تاجُ حُبّي
وتاجُ الحُبِّ فرضٌ أن يُراعى

وما عرف الهوى إلاّ كَريمٌ
فَزَادَ   بهِ  عُلُواً   وارتفاعا

ولم يَكُ مٌنذُ بدءِ الخَلقِ إلا
كَزادٍ  من تعالى عنه  جاعا

فيا ربّاهُ هل ستطيلُ  عمري
لألقى الحُبَّ بين الناسِ شاعا

حبيبي أمسِ كانَ الوجدُ سرًّا
ويوم  فراقنا  دمعي  أذاعا

رَحيلكَ  أشعلَ النيرانَ فينا
وإن أشعلتَ عُودَ الهندِ ضاعا

وأَرسلَ  طيبَهُ في كلِّ  قلبٍ
لينتزعَ  الأسى مِنهُ  انتزاعا

عزائي أن صوتك سوف يأتي
فأمنحُهُ من القلبِ استماعا

وأطربُ  كلَّ  يَومٍ  لاتصال ٍ
إذا لم يَكُ وَصلكَ مستطاعا

تعليقات

اكتب تعليقك