نجاة مليون بريطاني من السرطان خلال 40 عامًا

منوعات

الآن - وكالات 783 مشاهدات 0


كتب لأكثر من مليون مريض بالسرطان حياة مرة ثانية خلال العقود الأربعة الماضية، والفضل يعود إلى التقدم الذي تشهده العلاجات وأشكال الرعاية في هذا المجال، بحسب ما أشارت دراسة صدرت نتائجها أخيراً.

منذ ثمانينيات القرن العشرين، تراجعت المعدلات التي تسجلها وفيات السرطان في المملكة المتحدة بمقدار الربع تقريباً، مما أدى إلى إنقاذ 1.2 مليون شخص، وفق تحليل جديد أجرته مؤسسة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK.

وذكرت المؤسسة الخيرية أن هذه المعدلات قد انخفضت بفضل التطورات في مجال الوقاية من السرطان وتشخيصه وعلاجه، بما في ذلك التحسينات التي يشهدها العلاج الإشعاعي وبرامج الفحوص الطبية، وتطوير الأدوية، والاكتشافات في حقل الجينات.

وقالت الرئيسة التنفيذية في "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة"، ميشيل ميتشل، إن هذه التطورات "تعكس القوة التي تكتنزها البحوث"، موضحة أن "كثراً قد وصلوا في الـ40 عاماً الماضية إلى منعطفات في حياتهم لم يظنوا يوماً أنهم سيشهدونها".

"تكشف هذه الاتجاهات عن أننا بالتعاون معاً نتغلب على السرطان، وأننا لم نكن لنحقق الإنجازات التي قلبت حياة الناس إلى الأفضل لولا سخاء الشعب البريطاني"، أضافت ميتشل.

وتابعت "أبحاث السرطان" أنه على رغم التطورات المذكورة، يبقى السرطان السبب الرئيس للوفاة في المملكة المتحدة، مضيفة أن التطورات نفسها ليست متساوية بالنسبة إلى مختلف أنواع السرطان.

كذلك أثارت المؤسسة الخيرية مخاوف في شأن "العبء المهول" الملقى على كاهل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" وقطاع الأبحاث كليهما.

"حال المصابين بالسرطان في مختلف أنحاء المملكة المتحدة ما زالت تسترعي القلق. أوقات الانتظار الطويلة تترك كثيرين منهم في مواجهة الخوف والغموض"، كما ذكرت المؤسسة الخيرية.

وقالت مديرة قسم السرطان في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" كالي بالمر إن الأخيرة "تستقبل وتعالج أعداداً قياسية من المصابين بالسرطان، مع ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة الآن حتى أعلى مستوياتها على الإطلاق".

"بدءاً بتوجيه اختبارات الكشف المبكر عن السرطان المتعدد، وصولاً إلى تطبيق فحوص صحة الرئتين، وأحدث العلاجات الدقيقة، تحرز الفرق الطبية لدى ’هيئة الخدمات الصحية الوطنية‘ في جميع أنحاء البلاد تقدماً عظيماً في الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه، وفي إنقاذ المزيد من الأرواح"، وفق بالمر.

وأشارت "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" إلى الاستثمار المستمر في أبحاث السرطان، والقيادة السياسية القوية، والدعم المتواصل من الشعب البريطاني، في سبيل رفع معدلات [النجاة من السرطان] بشكل أكبر.

وأضافت ميشيل ميتشل أن "السرطان مشكلة قابلة للحل".

وأوضحت الجمعية الخيرية أن معدل الوفيات بالسرطان بلغ ذروته لدى الرجال في عام 1985 ولدى النساء في 1989. كذلك وجد تحليل اضطلعت به أن أعداداً أكبر من وفيات السرطان قد منع وقوعها في أوساط الرجال مقارنة بصفوف النساء. وأضافت أن ذلك مرده جزئياً إلى الانخفاض السابق في معدلات التدخين بين الرجال.

وعموماً، تقدر المؤسسة الخيرية أنه منذ ثمانينيات القرن العشرين تحقق ما يلي:

تفادي 560 ألف وفاة بسرطان الرئة، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى الحد من استهلاك السجائر.

الحيلولة دون وقوع 236 ألف وفاة بسرطان المعدة، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن "بكتيريا الملوية البوابية"، علماً أنها نوع من العدوى يفاقم خطر الإصابة بسرطان المعدة، لم تعد شائعة.

منع 224 ألف وفاة بسرطان الأمعاء. وقالت "مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" إن درء هذه الوفيات مرده جزئياً إلى نتائج خلصت إليها الأبحاث تفيد أن إعطاء المرضى العلاج الكيماوي قبل الجراحة ساعد على تقليص الأورام، جاعلاً من استئصالها أكثر سهولة.

تلافي وقوع 17 ألف وفاة بسرطان الثدي، ويرتبط ذلك إلى حد كبير باستحداث برنامج فحص سرطان الثدي، وتطوير أدوية مناسبة.

"إنه العصر الذهبي لأبحاث السرطان"، قال البروفيسور جين أبراهام، وهو باحث متخصص بسرطان الثدي في "جامعة كامبريدج".

"في مجال عملي المتمثل في إيجاد علاجات متخصصة لسرطان الثدي، صرنا الآن قادرين على الانتهاء من دراسة تسلسل الجينوم من المختبر إلى العيادة في غضون أيام فحسب، بعدما كانت هذه الخطوة تستغرق أشهراً قبل 10 سنوات"، أضاف البروفيسور أبراهام.

في رأي البروفيسور أبراهام، يمكن للباحثين الآن، في ما يوصف بأنه "يغير مسار الأمور"، الاستفادة من العلامات الجينية الفريدة لدى المريض بغية إيجاد علاج طبي يستهدف حالته تحديداً، مما يسمح للأطباء بالعثور على النهج العلاجي الدقيق الذي يناسب الأفراد.

"ولكن على رغم التقدم الكبير الذي أحرزناه، ثمة أمور كثيرة نجهلها عن السرطان. لهذا السبب من المهم جداً أن نتابع الإنجازات الرائدة في أبحاث السرطان في سبيل إنقاذ المزيد من الأرواح"، قال البروفيسور أبراهام.

يبقى أن "مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" أصدرت هذه الأرقام أثناء إطلاق حملتها الأخيرة بعنوان "معاً نتغلب على السرطان".

تعليقات

اكتب تعليقك