كيف كان ابن زهر وكيف صار؟

فن وثقافة

رجا القحطاني 721 مشاهدات 0


لكل مرحلة عمرية طعمها الخاص بها وطريقة للتعامل معها، فليس طبع الشاب مثل طبع كبير السن، يغلب على الشاب الاندفاع وحدة الطموح، بينما يركن المسن إلى السكينة والحكمة، ولايكون تعامل الآخرين معهما بذات الأسلوب.

وقد اعتاد الشعراء على مر العصور أن يكتبوا عن متغيرات العمر ، وماهو موجود في سن الشباب ، وكيف يتوارى  في سن المشيب.

وهاهو الشاعر الأندلسي ابن زهر الحفيد ، في أبيات رائعة يشير إلى  مايحدث من تحولات  بين مرحلة عمرية وأخرى ، حين نظر إلى المرآة ففاجئته بما لامناص منه ولا مهرب:

إِنّي نَظَرتُ إِلى المِرآةِ إِذ جليت
فَأَنكَرَت  مُقلَتايَ  كُلَّ  ما رَأَتا

رَأَيتُ فيها شُيَيخاً لَستُ أَعرِفُهُ
وَكُنتُ أَعرِفُ فيها قَبلَ ذاكَ فَتى

فَقُلتُ أَينَ الَّذي مَثواهُ كانَ هُنا
مَتى تَرحًّلَ  عَن هذا المَكانِ مَتى؟

فَاِستَجهَلَتني وَقالَت لي وَما نَطَقَتْ
قَد كانَ ذاكَ وَهذا بَعد ذاكَ أَتى

هَوِّن  عَلَيكَ فَهذا  لا بَقاءَ  لَهُ
أَما تَرى العُشبَ يَفني بَعدَما نَبَتا

كانَ الغَواني يَقُلنَ يا أُخيَّ فَقَد
صارَ الغَواني يَقُلنَ اليَومَ يا أَبَتا!

تعليقات

اكتب تعليقك