ماذا قال بركات الشريف لولده مالك؟

الأدب الشعبي

الآن 1883 مشاهدات 0


هي وصية شعرية مشهورة نظمها بركات بن محمد بن مالك المعروف بـ "بركات الشريف" والمولود 1150 هجرية "بحسب الروايات" وهو من أشراف مكة المكرمة، وفي هذه القصيدة العصماء يوصي ولده مالك، وهي قصيدة تُعدّ من عيون الشعر الشعبي، ولوكان للشعر الشعبي معلقات لكانت هذه القصيدة من أجمل المعلقات، لما تنطوي عليه من الحث على اتباع الأخلاقيات والحكمة المستقاة من واقع الحياة في ذلك الزمن، وتصلح لأن تكون منهاجاً أخلاقياًّ  للناس في كل الأزمنة:



يا مرقبٍ بالصبح نطيت عاليك
ما واحدٍ قبلي خبرته تعلاك

وليت ياذا الدهر ما كثر بلاويك
الله يزودنا السلامة من اتلاك

ياللي على العربان عمت شكاويك
ولّيت يا دهر الشقا ولّ مقواك

واليوم هالكانون غادٍ شبابيك
تلعب به الارياح من كل شباك

يا مالك اسمع جابتي يوم اوصيك
وأعرف ترى يابوك بآمرك وانهاك

وصية من والدٍ طامعٍ فيك
تسبق على الساقه لسانه لعلياك

أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك
لها وتدركها بتوفيق مولاك

الله برب أجدادك الغر يعطيك
مرضاته و مع ما تمنى من إمناك

إحفظ دبشك اللي عن الناس مغنيك
اللي ليا بأن الخلل فيك يرفاك

وإعرف ترى مكة ولاها بناخيك
لو تطلبه خمسة دواوين معطاك

إجعل دروب المرجله من معانيك
وإحذر تميّل عن درجها بمرقاك

لا تنسدح عنها وتبغاني اعطيك
جميع ما يكفيك ما حاصلٍ ذاك

أدب ولدك إن كان تبغاه يشفيك
لو ضاقت إمة لا تخليه يالاك

إما سمج واستسمجك عند شانيك
ويفر من فعله صديقك وشرواك

والا بعد جهله ترا هو بياذيك
لو زعلت أمة لا تخليه يا لاك

وإحذر تضيّع كل من هو ذخر فيك
معروف لا تساه واوفه بعرفاك

ترى الصنايع بين الاجواد تشريك
إليا طمعت بغرسها لا تعداك

واحذر سرور بغبة البحر يرميك
ولا عنده افلس من تشكيك وأبكاك

وأوف الرجال حقوقها قبل تاتيك
لا توفيه بالهرج فالحق يقفاك

وهرج النميمة والقفا لا يجي فيك
وأياك عرض الغافل أياي وأياك

تبدي حديثٍ للملا فيه تشكيك
وتهيم عند الناس بالكذب واشراك

واليا نويت إحذر تعلم بطاريك
كم واحدٍ تبغي منه عرف وأغواك

وأحذر شماتت صاحبٍ لك مصافيك
وليا جرالك جاري قال لو لاك

ولا تحسب أن الله قطوع يخليك
ولا تفرح إن الله على الناس بداك

الضيف قدم له هلا حين يلفيك
ومما تطوله يافتى الجود يمناك

إحذر تلقي الضيف مقرن علابيك
خلّه محبٍ لك صديقٍ ليا جاك

ووصيك زلات الرفيق أن عثا فيك
ما زال يغطاها الشعر فاحتمل ذاك

راعه ولو ما شفت إنه مراعيك
عساك تكسر نيته عن معاداك

وإحذر عدوك لو ظهر لك مصافيك
خلك نبيه وراقبه وين ما جاك

لا تامنه واطلب من الله ينجيك
ويكفيك ربك شر ذولا وذولاك

شفني أنا يا بوك بآمرك وانهيك
عن التعرض بين الاثنين حذراك

إذا حضرت اطلابةٍ به شرابيك
اسعى لهم بالصلح واللاش يفداك

ابذل لهم بالطيب ربك ينجيك
ولا تجضع الميزان مع ذا ولا ذاك

أما الشهاده فأدها إن دعوا فيك
بين عمود الدين لا عميت أرياك

بالك تماشي واحدٍ لك يردّيك
طالع بني جنسك وفكر بممشاك

رافق أصيل في زمانك يشاكيك

لا شاف خلاتك عن الناس غطاك

وحذراك عن طرد المقفي حذاريك
عليك بالمقبل وتركك معداك

ثم إلعن الشيطان حذراك يغويك
ترى أن تبعته للشرابيك وداك

وأوصل ولا تشكي علينا بلاويك
انت السبب اطرفت عينك بيمناك

وإعرف ترى اللي واطي الفهرو اطيك
ولا أنت أعز من الجماعة هذولاك

ألمسك يا راسي من الذل وأخطيك
وأحذر تكلم يالساني وحذراك

وألطف بجارك قوم من دون عانيك
وافطن لما يعنيك عن ربعة اخواك

ياذيب وإن جتك الغنم في مفاليك
فأكمن لها لين الرعايا تعداك

فيما مضى يا ذيب تفرس بياديك
واليوم جاء ذيبٍ عن الفرس عداك

ياذيب عاهدني وعاهدك مارميك
مرميك أنا ياذيب لو زان مرماك

والنفس خالف رايها قبل ترميك
ترى لها الشيطان يرمي بإهلاك

ومن بعد ذا لا تصاحب النذل يعديك

عن صحبة الانذال يابوك حذراك


والهقوة انك ما تجي دون أهاليك
ولا ظن عود الورد يثمر بتمباك

الحر مثلك يستحي يصحب الديك
وإن صاحبه عاعا مععات الادياك

لا تستمع قول الطرف يوم يلقيك
بالكذب يقضي حاجته كل ماجاك

من نم لك نم أبك ما فيه تشكيك
وألياه قد زرى رفيقك وزراك

عندك حكا فينا وعندي حكا فيك
وأصبحت كارهنا وحنا كرهناك

ما خطاك ما صابك ولو كان راميك
واللي مصيبك لو تتقيت مخطاك

مير استمع مني عسى الله يهديك
أنصحك يا ما لك لك الله مولاك

عندي مظنه ما تمثلتها فيك
واطلب لك التوفيق من عند مولاك

تعليقات

اكتب تعليقك