بين السياب والبياتي.. الاهتمام بشعرية النص أكثر من الاهتمام بالاتجاه الفكري فيه.. رؤية أحمد جارالله ياسين

فن وثقافة

الآن 1816 مشاهدات 0


قبيل انتشار المناهج النقدية النصية كان مقياس جودة الشعر في الخمسينيات من القرن الماضي مدى حضور الآيديولوجيات  في القصيدة ..وليس مدى شعريتها فلم تصلنا حينها فكرة الشعرية ولا البنيوية في النقد ..
لهذاصعد نجم البياتي مثلا  ولم يكن حينها قد تجاوز الثلاثين عاما حتى ألف عنه إحسان عباس كتابا نقديا ليس لفنية شعره كما بدا في الظاهر  وإنما لتعبيره عن الأفكار الاشتراكية حينها في مضامين شعره التي كانت تكتظ بالكادحين والفقراء والسنابل والمناجل والثورة والجياع وأغصان الزيتون ...

بينما كانت شعرية قصيدة السياب لاسيما في ديوانه أنشودة المطر أفضل بكثير من شعر البياتي فنيا ..لكنه لم يعرف كيف يسوق لنفسه في سوق الآيديولوجيات التي كانت شائعة حينذاك وهي معيار الفصل بين هذا الشاعر أو ذاك ..واهتم بشعرية النص اكثر من اهتمامه بالاتجاه الفكري فيه ..حتى حين جرب ذلك في ( المومس العمياء )و ( حفارالقبور ) كان قد تأخر وسبقه البياتي الذي كان عدَّاءً..بينما السياب كان سلحفاة ..
قال الماغوط مخاطبا قبر السياب :
قبرك البطيء لن يبلغ الجنة أبدا
الجنة للعدائين وراكبي الدراجات.

تعليقات

اكتب تعليقك