د.تركي العازمي: على كيفهم... فليخافوا الله !
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أغسطس 14, 2023, 10:18 م 517 مشاهدات 0
شالسالفة «بو عبدالله... الناس استخفّت، الكثير من أحبّتنا هداهم الله ينشر الإشاعات ويتحدث ويعمل ما يشاء في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي... وربعنا الله يهديهم لا يستمعون للحكماء العقلاء وما زالوا يختارون من يتولى مسؤولية قيادة مؤسساتنا وفق ذات النهج... ليش؟»
كانت جلسة نقاشية وهذا السؤال وجّه لي وأحببت أن أجيب عنه عبر هذا المقال كيف تعم الفائدة.
أولاً يجب أن نبدأ بقوله تعالى «أيحسب أن لن يقدر عليه أحد» وجاء في التفسير «إن الإنسان في قوته يظن أن لا يقدر عليه أحد، لأنه في عنفوان شبابه وقوته وكبريائه وغطرسته ويعمل ما يشاء وكيفما أراد».
فما ترونه من بث للإشاعات وضرب من هنا وطعن من هناك وتسريب أخبار في معظمها مجافية للحقيقة، ونحن يفترض أن نحتكم للعقل وألّا ننجر وراء حديث السفهاء ومن لم يردعه وازع ديني وأخلاقي وقيمي... ونعتب على القائمين على ملاحقة ما ينشر لتقصيرهم في كشف هذه الزمرة الفاسدة المفسدة التي تريد السوء للبلد والعباد ويجلسون خلف أجهزتهم المحمولة وعبر أسماء مستعارة وهمية وينشرون سمومهم للجميع في وسائل التواصل الاجتماعي.
ليعلم هؤلاء المدّعون أنهم نشطاء في التواصل الاجتماعي وأنهم محاسبون والله سبحانه وتعالى يقول «أيحسب الإنسان أن يترك سدى»... ونطالبهم بـ «فليخافوا الله» قبل يوم الحساب.
أما تجاهل أصحاب القرار لنصائح العقلاء الحكماء وعدم اختيارهم للكفاءات من أصحاب الخبرة وذوي السمعة الطيبة والعطاء المميّز والدرجات العلمية المحترمة، فهذا فيه جهل وهم بلا شك محاسبون على كل خطأ أو تقصير في ذلك.
الخليفة عمر بن عبدالعزيز بعد سنتين ونصف من الحكم لم يجد فقراء ليصرف لهم أموال الزكاة فقالوا: ما عاد في الأمة فقراء، فقال: اشتروا قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال، كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
دين تكافلي عظيم لكن البعض لا يهتم بأوامر الله ونواهيه فيما يخص «إسناد المسؤولية لمن يستحقها» وكما جاء في الآية «وقفوهم إنهم مسؤولون» ومع الأسف انساقوا وراء حب المال والشهرة والترويج إلى السفاهة وتقريب من يحبّون ويميلون لهم أو لديهم مصالح متبادلة أو لأسباب واهية مع الأسف.
لا تروح بعيد... خذ في ما يروى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله: لِمَ لم تُعبّد لها الطريق يا عمر!»، والعثرات لدينا، ليست مقتصرة على الطرق السيئة كثيرة الحفر والتعرجات، بل تجاوزت حدود المنطق عند التقييم والقياس لدولة مثل الكويت التي حباها الله بالنعم والخيرات... «أفلا يعقلون» ! الزبدة:
صلاح الأنفس وتقويم الأخطاء يبدأ بخلق القدوات لدينا عبر قياديين ومستشارين يتم اختيارهم حسب معايير الكفاءة والخبرة وتحقيق النتائج والدرجات العلمية المميزة وحسن السيرة والسلوك، والاستعجال في تطبيق الثواب والعقاب و«من أين لك هذا»؟... الله المستعان.
تعليقات