حسين الراوي: صدام حسين... يقدح من رأسه !

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 1226 مشاهدات 0


على «تويتر» كتب الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين أن صدام حسين على الرغم من أنه كان ديكتاتوراً إلا أنه كان آخر حاكم عربي يقدح من رأسه، مبدياً إعجابه بهذه الخصلة التي في صدام !

المضحك هُنا أن ذلك الصحافي الإسرائيلي وصف صدام حسين بالديكتاتور ثم مجّده كقائد يقدح القرار من رأسه دون مراجعة !

يبدو أن ذلك الصحافي الإسرائيلي الذي هو من يهود لبنان مصاب بما أصيب به شريحة من العرب! الذين يقدمون الحماس والدجل الإعلامي على العقل والحقائق والإنسانية !

والله ضحكت على حكاية إن صدام «يقدح من رأسه».

الحاكم الواعي الحقيقي هو الذي يجني من وراء قدحات رأسه الخير والتطوّر، وهو الحاكم الذي يبني بلاده، ويجعل شعبه موحداً على قلب رجل واحد، ويواصل الاستمرار في سُمو ورفعة وطنه نحو التمدّن والعلم والاستقرار، وخير نموذج على ذلك هو السلطان ‫قابوس‬ بن سعيد رحمه الله تعالى، حيث قام قابوس بالتأليف بين قلوب العمانيين أهل السلطنة، وأوقف الحرب الدائرة على أرضهم، ثم تفرّغ لبناء المدارس والتخطيط العمراني وتعبيد الطرق وسن القوانين، واسترجاع المواطنين العمانيين الذين كانوا يعملون في بعض دول الخليج.

ويقول صدام (يقدح من رأسه) ؟

ليت صدام لم يقدح من رأسه ولا حتى من أقدامه، لأن قدحاته تلك كانت ضد بلاده العراق والشعب العراقي، ولقد أوردته قدحاته نحو أن يكون نموذجاً وعبرة للتاريخ حتى يوم القيامة كنموذج لنهاية حكم الطاغية، ونهاية حزبه البعثي الذي قتل ملايين العراقيين !

ويا ليت صدام لم يقدح من رأسه في يوم 2/ 8/ 1990 ويعتدي على جارته دولة الكويت ليقتل أهلها ويدمّرها ويسرقها ويحرق آبار نفطها، الأمر الذي جعل صدام بعد ذلك يدفع ثمن قدحته هذه طوال حياته !

ولماذا لم يقدح صدام حسين من رأسه أمام العملية العسكرية الإسرائيلية التي عُرفت باسم (أوبرا)، عندما طارت مقاتلات من طراز «إف-15 وإف-16» من مطاراتها العسكرية في إسرائيل في 7 يونيو 1981 لكيّ تقصف ( مفاعل يوليو ) المفاعل العراقي النووي، وتدمره وتقتل 10 عراقيين وفرنسياً كان يعمل به، وتعود سالمة بعد أن دمرت ذلك المفاعل تدميراً كاملاً؟!

أين كان عقل صدام حسين ولماذا لم يقدح من رأسه؟! حينما نقل الطائرات العراقية المدنية والعسكرية إلى عدوّه الأول إيران في أثناء حربه على الكويت في يوم 15 يناير 1991عشيّة العمليات العسكرية ضد عنجهية صدام حسين، حيث تم نقل «33 طائرة عراقية مدنية إلى إيران مابين طائرات نقل وطائرات ركَّاب وكانت على النحو التالي:-

6 طائرات إيرباص

5 طائرات بوينغ

22 طائرة نقل إليوشن

وأما الطائرات العسكرية فكان عددها 117 طائرة على النحو التالي:-

24 ميراج – ف 1 الفرنسية

68 سوخوي – طراز أس يو 20، 22 و24 روسية الصنع

12 ميغ 23 روسية الصنع

7 ميغ 25 روسية الصنع

4 ميغ 29 فولكرم روسية الصنع

طائرتان من طراز عدنان 1 للرصد والإنذار».

والمضحك أن العراق لم يستطع إلى هذا اليوم أن يسترد طائراته تلك من العدو الإيراني الذي دخل معه في حرب أكلت الأخضر واليابس لمدة 8 سنوات طاحنة !

ماذا حصد صدام حسين عندما قدحها من رأسه وراح يقصف بالسلاح الكيميائي مدينة حلبجة الكردية التي يقطنها المدنيون الأكراد العُزّل في عام 1988، فقتل منهم وأصيب أكثر من 30 ألف بريء من الأكراد، ولاتزال تلك الجريمة محفوظة في أرشيف اليوتيوب حيث تبيّن مشاهد كارثية يشيب لها رأس الرضيع، ولقد اعتبرت المحاكم الدولية أن هجوم حلبجة يعد فعلاً من أفعال الإبادة الجماعية.

وأين عقل صدام حسين عندما قدحها من رأسه فأمر الجيش العراقي بإطلاق 39 صاروخ سكود على إسرائيل، في الفترة من 17 يناير إلى 23 فبراير 1991، فقام العراق لاحقاً مُرغماً بتعويض إسرائيل عن كل صاروخ واحد سقط على أرضها بعشرات المليارات من الدولارات، الأمر الذي ساهم كثيراً في إنشاء القبة الحديدية الإسرائيلية !

تعليقات

اكتب تعليقك