أسرار جوهر حيات: اقبلوا المتفوقين في الطب فوراً!
زاوية الكتابطالعتنا القبس، في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، بخبر عن انخفاض عدد المقبولين في كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة في جامعة الكويت بنسبة %9 هذا العام عن العام الماضي، وهو أمر يخالف تماماً كل مخططات مواءمة مخرجات التعليم وسوق العمل، ويعارض خطة التنمية، فضلاً عن أنه أمر قاتل لطموح أبنائنا الطلبة المتميزين.
ويشير الخبر الى ان عدداً كبيراً من المتفوقين والحاصلين على معدلات عليا في الثانوية وفي المعدل المكافئ رفضوا من القبول، وذلك بسبب قلة المقاعد الطبية في جامعة الكويت، وهنا يجب أن نقف ونتساءل: هل يعقل أن تمر أكثر من 4 عقود على كلية الطب، وهي للآن تقبل 170 طالباً سنوياً فقط؟ بينما لدينا كل هذه الحاجة للأطباء والطبيبات الكويتيين؟!
هل يعقل أن تكون نسبة مقبولي كلية الطب من اجمالي المقبولين بالجامعة %2 فقط، بينما نسبة المقبولين في كلية الآداب %14؟! عن أي خطة تنمية نتحدث هنا؟!
هل يعقل أن يكون في خطة التنمية 7 مشاريع لمبان طبية جديدة في الكويت، وكلية الطب تعاكس الخطة وتخفض القبول بدلاً من أن تضاعفه؟!
هل يعقل ان تستمر الجامعة بقبول تخصصات لا حاجة لها، فقط لترفع عدد المقبولين بالجامعة في مؤتمراتها الصحافية أمام الإعلام، بينما لا تحرك ساكناً تجاه زيادة المقاعد المتاحة للتخصصات التي تحتاجها الكويت، وعلى رأسها الطب البشري والاسنان والصيدلة؟!
هل يعقل أن يترك الأمر للجامعة، ولكلية الطب وحدها، أن تقرر العدد الذي تفضل أن تقبله من الطلبة، بينما يجب ان يكون توجيه كوادرنا الوطنية من الطلبة المتميزين للتخصصات العلمية وفق خطط الدولة، وتنسيق بين الجهات الحكومية؟! ألا يفترض بجهة، مثل الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، أن تلزم الجامعة رفع عدد المقبولين في الكليات الطبية تلبية لاحتياجات خطة التنمية، التي تتضمن عدداً من المستشفيات الجديدة، التي بلا شك ستحتاج إلى كوادر وطنية، والتوسع العمراني والسكاني الذي يفاقم الحاجة لمزيد من الأطباء؟ أم أن هناك من يريد أن يبقي مجتمعنا بحاجة للكوادر المقيمة في كافة التخصصات والأعمال والوظائف، بينما نصرف ملايين الملايين على التعليم من دون عائد فعلي؟!
وهنا أوجه كلامي للحكومة الرشيدة، وتحديداً سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وكذلك نائبه معالي وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد، باعتباره المسؤول عن ملف التنمية في البلاد، أن يتم توجيه الجامعة بقبول فوري للطلبة الحاصلين على معدلات مكافئة مرتفعة تفوق %95 في كليتي الطب البشري والأسنان، كي نحتضن تميز شبابنا الدراسي بما يليق بطموحهم، وكي نوفر احتياجات خطة التنمية من أبنائنا الطلبة، وهو أمر ليس بغريب على الحكومة، أسوة بما اتخذته من إجراءات في قبول كل المتقدمين في اختبارات النفط واكاديمية سعد العبدالله، فالطب والمتفوقون أولى بكثير.
وبالنهاية، أتمنى من الحكومة أن تطلب اعداد أساتذة الكليات الطبية، وسترى بنفسها عدد الطلبة الذين تستطيع الكليات قبولهم، وستتأكد انها ستكون قادرة وبأريحية أن تقبل ضعف ما تم قبوله، إن لم يكن الضعفين.
تعليقات