د.تركي العازمي: منور الوقيت والنويعم... خذ الحكمة !

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 456 مشاهدات 0


هذه القصة يرويها لي قريبي «النويعم» وفيها موعظة وحكمة ما زالت باقية وإن رحل قائلها منور الحميدي الوقيت، رحمة الله عليه... يقول النويعم، بوراشد «كنا جالسين مع بعض ودخل أحد الأشخاص لإنهاء معاملة لديه وجلس، وسأل النويعم (يقولون شريت مزرعة!) وأجابه بنعم وهذا من فضل ربي، فرد الشخص (المزرعة تعب وشقا ومصاريف) فرد عليه (الحمد لله على كل حال وتزين بأمر الله والتعب منسي)، وأثناء خروجه وإذا بمكالمة ترد لشخص آخر يسأل عن المزرعة ورد عليه النويعم بالرد ذاته».

هنا التفت الوقيت، رحمه الله، وقال «بالبركة يا ولدي المزرعة والله يوفقك ويسعدك»، وتساءل «صاحبك اللي كان موجوداً واللي كلمك بالهاتف شلون أوضاعهم المادية؟ فرد النويعم «ما عليهم... عندهم خير وفضل من الله».

هنا أعطى الوقيت، وصية للنويعم:

أولاً، اللي ما نفع نفسه لا تستشيره لو به خير نفع نفسه

ثانياً، الأرض تصغر والناس تكثر

ثالثاً، راعي الطيب محسود

انتهت الحكمة التي أنا وغيري كثر قد مروا عليها... إذا رأوا صاحب نعمة أنعم الله عليه حسدوه وما أن يسمعوا خبر«إن فلان اشترى مزرعة أو بيت... نادراً ما يذكرون الله أو على أقل تقدير يباركون لمن أنعم الله عليه ويدعون له بالبركة والخير».

نحن جيل إثر جيل نتناقل القصص والحكايات، وتمر أحياناً كثيرة مرور الكرام ولا نتعظ أو نتعلم مع أن الجميع يعلم أن العين حق وأن ذكر الله واجب... وطبعاً للحكاية الحكمة هذه قصص تبعتها مؤلم أثرها نسأل الله العفو والعافية.

سرد لي أخي بوراشد، القصة هذه بعد أن حكيت له ما مررت به من حوادث و«كله خير»، وأردت أن أنقلها لكم لعلنا نستوعب ما جاء في سورة الكهف عن صاحبي البستانين «ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله» ولنا أيضاً العبرة الإلهية في قصة ابني آدم عليه السلام حيث قتل قابيل أخيه هابيل بسبب الحسد والبغي.

الشاهد، إذا رأيت شيئاً جميلاً أو خبراً مفرحاً لك أو لأخيك المسلم فاذكر الله، فأحياناً الفرد يحسد نفسه.

الزبدة:

الشاهد أننا يجب أن نضع ما جاء في الحديث الشريف «الوصية» عن صفوة الخلق سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، نصب أعيننا «وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

فخافوا الله في أنفسكم وذويكم ومحبيكم، واذكروا الله واحمدوه واشكروه على نعمه التي لا تحصى... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك