‫وزير الخارجية: الاعتداءات التي يقودها المتطرفون على مقدساتنا سنواجهها في الكويت بكل حزم وبجميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية‬

محليات وبرلمان

الآن - كونا 346 مشاهدات 0


‫شارك وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح في اجتماع الدورة الاستثنائية الافتراضية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بشأن جريمة التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف وآخرها التي وقعت في مملكة السويد ومملكة الدنمارك والذي عقد اليوم الأحد عبر تقنية الإتصال المرئي والمسموع وذلك لتبني الإجراءات الكفيلة بوضع حد لمثل هذه الجرائم المستنكرة وإيقاف تكرار تلك الأفعال التي تبث الكراهية وتتنافى مع كل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية وتهدد السلم والأمن والوئام العالمي.‬

‫   وصدر عن اجتماع وزراء الخارجية عدد من القرارات المحورية والهامة منها إرسال وفد من منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام للمنظمة إلى مفوضية الإتحاد الأوروبي لنقل الموقف الإسلامي الموحد من جريمة تدنيس نسخ عن المصحف الشريف تحت ذريعة حرية التعبير وقرار بدعوة مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية للجوء إلى المحاكم المحلية في الدول التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه الجرائم لاستنفاذ جميع إجراءات التقاضي ورفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية والإسراع في تنفيذ "خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا" التي اعتمدها وزراء الخارجية في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار على هامش الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بالإضافة إلى تكليف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك وجنيف بإطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة على الانتهاكات المستمرة ضد الرموز والمقدسات الإسلامية وإيداعها كوثائق رسمية وإدراجها في أجندات اجتماعاتها الأممية وكذلك تكليف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في العواصم العالمية وخاصة العواصم التي وقعت فيها الأعمال السافرة ضد نسخ المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة بإتخاذ إجراءات مكثفة لتبيان مدى خطورة وتبعات التمادي في إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية والنظر في إتخاذ الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ما تراه مناسبا في علاقاتها مع البلدان التي يتم فيها تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف.‬

‫   وأعرب مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في القرار الصادر عن الاجتماع عن تقديره لحكومة دولة الكويت على الجهود التي تبذلها لنشر المبادئ والقيم الإسلامية وأشاد بقرار مجلس الوزراء الموقر بتكليف الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية بطباعة 100 ألف نسخة من المصحف الشريف مترجمة إلى اللغة السويدية وتوزيعها بالتنسيق مع المراكز الإسلامية في السويد.‬

‫   وألقى وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح كلمة دولة الكويت في هذا الإجتماع جاء نصها على النحو التالي:‬

‫   "بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫   معالي / محمد سالم ولد مرزوك وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،،،‬

‫   معالي / حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،،،‬

‫   أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،،‬

‫   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،‬

‫يسرني في مستهل حديثي أن أعرب لأخي معالي محمد سالم ولد مرزوك وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة رئيس دورتنا الاستثنائية هذه وأخي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية وأخي معالي فؤاد محمد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق عن جزيل الشكر وعميق التقدير على الدعوة لعقد هذا الاجتماع الهام والطارئ.‬

‫كما أعرب عن بالغ الشكر لمعالي الأخ حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة كوادرها على سرعة التنظيم والإعداد المميزين.‬

‫ أصحاب السمو والمعالي،،،‬

‫ بداية: يرتبط محور اجتماعنا اليوم للأسف الشديد باعتداءات خبيثة ومتكررة على مصحفنا الشريف... نبراس الحق والهدى... حيث مست هذه الاعتداءات وجدان العالمين العربي والإسلامي والعالم الحر المنادي إلى التعايش واحترام الآخر مهما كان مختلفا.‬

‫ ثانيا: رغم أن أنماط الكراهية والتحريض المتزايدة ضدنا كمسلمين... هي أفعال جبانة... رغم سطوتها... ورغم وقعها إلا أنها باتت تتطلب ألا تكون محل إدانة ورفض واستنكار دولي فحسب بل ينبغي مواجهتها من قبل منظمتنا وذلك من خلال العمل على اتخاذ خطوات إجرائية وعملية تتصدى لهذه الأفعال المرفوضة لكي لا نسمح بتكرارها.‬

‫ولعل أولى هذه الخطوات هي... النظر في تكليف الأمين العام بتوجيه رسالة خطية وموحدة تحمل تواقيع كل وزراء خارجية منظمتنا إلى وزراء خارجية الدول التي تسمح بالممارسات التي تندرج تحت إطار الإسلاموفوبيا أو كراهية الأديان... وتتضمن استنكارنا وإدانتنا لتلك الأفعال الشنيعة والمطالبة بعدم تكرارها.‬

‫ أما ثانيها... فيكون عبر انتهاج خطاب إعلامي موحد وفعال من كافة الدول الأعضاء يتصدى لأصحاب العقول الضيقة التي تدعو إلى الكراهية والفرقة... ويوضح للعالم أجمع بأن التعرض للمقدسات الدينية عمل يتنافى مع كافة الكتب السماوية ويعارض روح المواثيق الدولية التي ارتضيناها حكما لعلاقاتنا الانسانية.‬

‫ ثالثا: التأكيد على أن الحق في حرية التعبير عن الرأي ينطوي على مسؤوليات محكومة بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة... والقوانيين الدولية التي تحظر أي تحريض على الكراهية الدينية والتعصب والتمييز.‬

‫ وعليه ندعو حكومات السويد والدنمارك والنرويج وغيرهم من الحكومات إلى العمل فورا على نزع فتيل الأزمة والعمل على وقف دعوات الكراهية والإساءة للرموز الدينية ومحاولة تدنيسها.‬

‫ رابعا: أهمية العمل على سن قوانين وتشريعات محلية ودولية تحرم الإساءة إلى المعتقدات الدينية وتجرم مرتكبيها.‬

‫ختاما أصحاب السمو والمعالي... أؤكد وبكل وضوح بأن الاعتداءات والانتهاكات التي يقودها المتطرفون على مقدساتنا ورموزنا سنواجهها في دولة الكويت بكل حزم وقوة وبجميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة ولن ندخر أي جهد في التصدي لها وصولا إلى منعها ووقفها بشكل تام ونهائي.‬

‫أخواتي وإخواني الوزراء،،،‬

‫العالم اليوم يشاهدنا واجتماعنا هذا هو تحت أنظار العالم بأسره وعليه فلا بد لنا أن نتخذ خطوات عملية تثبت جديتنا في الدفاع عن معتقداتنا ووضع حد قاطع لجميع الممارسات التي تسيء إلى ديننا الحنيف.‬

‫   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".‬

تعليقات

اكتب تعليقك