عبدالعزيز الفضلي: العنصريون... وتدمير البلد!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 620 مشاهدات 0


تأملت في أحوال مَن يردّدون الطرح العنصري في بلادنا، فوجدت أنهم أصنافٌ عدة.

فهناك مَن تنبع منه عنصرية من كونه يرى بأن وصوله إلى الأرض التي تأسست عليها دولة الكويت قبل غيره، يعطيه الحق في أن يتميز عن الآخرين، فيكون هو الأصل وغيره «لفو»!

وأن هذه الأسبقية تعطيه الحق في أخذ الامتيازات - بمختلف أنواعها - دون سائر المواطنين!

ونقول لهذا العنصري ليست الوطنية بالأسبقية، وإنما بالمواقف والتضحيات، وكما قِيل: «ليست العِبرة بمن سبق وإنّما لمن صدق».

فكم من شخص يحمل الجنسية بالتأسيس ثم خان وطنه، وعمل على زعزعة استقراره وأمنه!

وكم من واحد من هذه الفئة تاجَرَ بالمخدرات وأغرق بسمومها البلاد!

وكم من شخص يحمل الجنسية الأولى وهو من أكبر المختلسين لثروات وطنه!

من أمثال من اعتدوا على ثروات البلاد ونهبوها خلال الأزمات!

وفي المقابل كم من أبناء الوطن ممن لم يحصلوا على الجنسية بالتأسيس لكنه مُحب لوطنه، محافظ على ثرواته وممتلكاته، مضحٍّ من أجله بالغالي والنفيس!

وما أكثر من رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن دفاعاً عن حريته واستقلاله أيام الغزو.

فهل يستطيع ذلك العنصري أن يشكك في ولائهم ووطنيتهم؟

وهناك صنف عنصري آخر، لديه شعور بعقدة نقص في مكونه الاجتماعي، لكنه يكرّر العبارات العنصرية سعياً منه في إلصاق نفسه بتلك المجموعة العنصرية، فلعله يُحسب عليها!

وفي واقع الأمر هو مكشوف لدى الجميع، لذلك هم ينظرون إليه بازدراء!

وهناك فئة عنصرية ثالثة، تظهر فترة الانتخابات، تقتات على الطرح العنصري لتحقيق مصالح انتخابية أو شخصية، وهؤلاء مثل فقاعات الهواء سريعاً ما تظهر وتختفي!

إن العنصرية منبوذة دينياً ووطنياً وأخلاقياً، لأنها تمزق المجتمع وتضعفه وتهدد وجوده وكيانه، لذلك وجب التصدي لها من الجميع.

وكم أتمنى التطبيق الصارم لقانون «حماية الوحدة الوطنية» والذي ينص على حظر القيام أو الدعوة أو الحض بأي وسيلة من وسائل التعبير على كراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع أو إثارة الفتن الطائفية أو القبلية أو نشر الأفكار الداعية إلى تفوق أي عِرق أو جماعة أو لون أو أصل أو مذهب ديني أو جنس أو نسب.

لأن البعض يخاف ما يستحي، ومن لم تؤدبه الأخلاق والقيم فلعل القانون يردعه، (وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

تعليقات

اكتب تعليقك