«بيت مال القدس»: الكويت في طليعة الدول الداعمة للقدس والمقدسيين

محليات وبرلمان

الآن - كونا 429 مشاهدات 0


في مواجهة مسؤولية النهوض بواجبات حماية الموروث الحضاري لمدينة القدس والحفاظ عليه كتراث مشترك للإنسانية يمثل الدعم الكويتي لوكالة (بيت مال القدس) ركيزة أساسية في تمويل أولويات تفرضها التحولات المتسارعة بهدف حماية الحقوق العربية والاسلامية في المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها.

وقال المدير العام المكلف بتسيير وكالة (بيت مال القدس) سالم الشرقاوي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت إن الدعم الكويتي يشكل كذلك رافدا للوكالة في سبيل الحفاظ على الهوية الروحية والحضارية للقدس الشريف ودعم صمود اهلها المرابطين في الوقت الذي لا تكف فيه قوات الاحتلال عن محاولات طمس هوية القدس الشريف وتهويد معالمها وارغام المقدسيين عن مغادرتها أو الانصهار في بوتقة تهويد المدينة.

وأشاد بما تقدمه دولة الكويت لتمويل المشاريع الاجتماعية في القدس بما فيها المشاريع التي تنجزها وكالة بيت مال القدس التي تأسست عام 1998 بمبادرة من العاهل المغربي الملك الراحل الحسن الثاني بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.

واستذكر الشرقاوي في هذا الصدد مساهمة دولة الكويت بمبلغ مليون دولار عام 2008 لتمويل بعض المشاريع التي تشرف عليها الوكالة.

واضاف ان دولة الكويت تعد في طليعة الدول والجهات العربية والاسلامية الداعمة للقدس والمقدسيين من خلال تمويل العديد من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تدعم صمود سكان المدينة المقدسة وتحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف.

وأشار إلى أن الوكالة تضطلع بدور مهم في حماية الحقوق العربية والاسلامية في المدينة المقدسة ودعم صمود اهلها من خلال برامج ومشاريع اجتماعية وثقافية واقتصادية لتوفير مقومات الصمود والعيش الكريم لسكان القدس في مواجهة مشاريع تهويدها وطمس معالمها الإسلامية.

وأوضح أن الوكالة التي تحظى بالإشراف المباشر للعاهل المغربي الملك محمد السادس تعتبر الذراع التنفيذية للجنة القدس حيث انيطت بها مسؤولية النهوض بواجبات حماية الموروث الحضاري لمدينة القدس والحفاظ عليه كتراث مشترك للإنسانية وصيانة الهوية الثقافية للمدينة وتكريس وضعها القانوني وطابعها الديني والحضاري ثم تحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكانها ودعم مؤسساتهم بتوفير الدعم والتمويل اللازم للاستمرار في الاضطلاع بدورها في تكريس الهوية الوطنية للقدس الشريف.

وشدد على ان «الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في القدس الشريف أصبحت تبعث على القلق» ما يتطلب تضافر الارادات العربية والاسلامية والدولية لدعم القطاعات المتضررة جراء سياسات الاستيطان وذلك من خلال توفير الدعم الملموس والمستدام للمؤسسات المقدسية ورفدها بالإمكانيات والموارد اللازمة التي تمكنها من الاستمرار في أداء مهامها.

وأكد ان الوكالة حققت رصيدا مهما من الانجازات تجاوزت على مدى ال25 سنة الماضية 200 مشروع كبير ومئات المشاريع المتوسطة والصغيرة تصب كلها في سياق توفير مقومات الدعم والصمود للمقدسيين.

وأوضح ان المعرفة الدقيقة للوكالة بالأوضاع في القدس «منحتها خبرة بخصوصية المدينة جعلتها تحافظ على العمل وفق اولويات تفرضها التحولات المتسارعة في المنطقة وليس أقلها شأنا التحديات الامنية التي تؤثر على استمرار العمل وانسيابيته».

وذكر ان وكالة بيت مال القدس التي تجسد ارادة الامة الاسلامية لتوجيه الدعم للمدينة المقدسة تبقى بحاجة الى الدعم المالي حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها بحماية المدينة والحفاظ على موروثها الحضاري ودعم صمود سكانها المرابطين مؤكدا انفتاح المؤسسة على الشركاء والمتبرعين والمانحين من اجل التعاون والشراكة لتمويل المشاريع الاجتماعية والتنموية في القدس.

وبين في هذا السياق ان سكان القدس يحتاجون على المدى المتوسط الى بناء ما بين 15و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة مثلما يحتاج قطاع التعليم الى بناء 28 مدرسة بالإضافة الى 20 حضانة فضلا عن تجهيز مراكز العلاج والمستشفيات وتعزيز موازناتها التسييرية وتوفير مراكز ثقافية وملاعب للشباب والنساء وكذا ترميم عدد من البنايات والمساجد والمآثر للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة.

واوضح ان الوكالة تضطلع بمسؤولية اعتماد وتنفيذ وتتبع المشاريع في القدس الشريف تحت سلطة لجنة الوصاية والمجلس الاداري لافتا الى انها لا تضع شروطا لتقديم العون والمساعدة لاهل القدس ومؤسساتهم سوى بقدر ما تستطيع معه التأكد من وصول الدعم الى مستحقيه مباشرة ودون وسطاء في احترام تام للقوانين الجاري بها العمل.

وبخصوص المخططات الرامية لطمس هوية المدينة وتغيير وضعها القانوني اكد الشرقاوي «ان مآلها لا محالة الى الفشل لأن القدس كانت ولا تزال وستبقى مركزا حضاريا للانسانية» محذرا من ان «الاخلال بالتوازن الطبيعي والاقتصادي والديمغرافي والبيئي للمدينة المقدسة يؤدي الى تعقيد الاوضاع» ويولد حالة من الرفض تدفع بالمقدسيين الى ركوب المخاطر «مع العلم ان الفلسطينيين كما غيرهم هم طلاب حياة يدافعون عن حقوقهم في العيش على ارضهم بحرية وكرامة».

تعليقات

اكتب تعليقك