حسين الراوي: فأر الحكومة !

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 853 مشاهدات 0


يُحكى أن مجموعة من الرجال الأعراب جلسوا يستريحون من عناء السفر تحت ظل أحد الجبال التي مرّوا بها في طريقهم، وفي أثناء عز هدوئهم واسترخائهم بدأ بعض الحصى والرمل ينزل عليهم من أعلى الجبل، فلما شعروا بذلك تيقظوا حذرين واستعدوا للخطر القادم، وابتعدوا قليلاً عن مكانهم، وبدأوا يترقبون وينتظرون أن يتساقط من الجبل الكثير من الحجارة الكبيرة والرمال المنحدرة، ظناً أن الجبل يعتريه شيء من الانهيار!

وبعد مُضي بعض الوقت شاهد الأعراب فأراً يخرج من أحد شقوق الجبل، ثم أخذ الفأر يتدحرّج من على أعلى الجبل حتى وصل أخيراً عند أقدامهم!

فأخذ الأعراب ينظر بعضهم إلى بعض بتعجُب، فقال أحدهم ساخراً من ظنهم بانهيار الجبل: «تمخض الجبل فولد فأراً». فأخذوا يضحكون وأصبحت تلك الجُملة مثلاً عربياً أصيلاً يُقال عندما تأتي نتائج التوقعات الكبيرة تافهة جداً ومخيبة للآمال!

حكومتنا الرشيدة تمخضت مثلما تمخض ذلك الجبل، وولدت بعد الانتظار برنامجاً أعرجَ ناقصاً مخيباً لآمال الشعب الكويتي!

كان الشعب الكويتي ينتظر بفارغ الصبر أن يأتي برنامج الحكومة المنتظر مُحققاً ولو بعض رغباته وتطلعاته، فيتفاجأ الشعب بأن رئيس الحكومة تذكر المدينة الترفيهية وجزيرة فيلكا، ونسي أن المواطن الكويتي ينتظر أن يزيد راتبه الشهري منذ عام 2011، وأن رواتب المتقاعدين لم تعُد تكفي أبداً احتياجات عائلاتهم!

فأر الحكومة الذي تمخضت به مضحك إلى حد البكاء، أي والله يا جماعة مضحك إلى حد البكاء من وجع الخيبة، فهل يعقل حكومة برئيس ووزراء وبشوت وكراسي في البرلمان وهذه تاليها كم ورقة بكم سطر على أساس إنها برنامج عمل والسلام عليكم وفي أمان الله!

أين برنامج عمل الحكومة من المشاريع الحكومية التي تخدم المواطن؟ أين الاهتمام بالتعليم بكل مراحله وبالأخص التعليم الجامعي؟ أين الالتفات للقضية الإسكانية وضعف القرض الإسكاني؟ أين الاهتمام بالإنجاز السريع لميناء مبارك ومطار الكويت وغيرهما من المشاريع الحيوية المنتظرة؟ أين تسكين الكثير من المناصب القيادية في مختلف وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة؟ وأين وأين وأين؟!

أقول للإخوة نواب البرلمان، جميعكم يعرف أن الشعب الكويتي واعٍ جداً، وبفضله من بعد الله، أوصل كل واحد منكم لكرسي مجلس الأمة، فاحذروا أن تقفوا ضد الشعب برضاكم عن برنامج عمل الحكومة الذي قدمته وبسماحكم له بأن يمر مرور الكِرام، فالشعب يريد نواباً فحولاً تدافع وتناضل من أجله، لا نواباً بأرواح هزيلة تهتم بجمع الأموال عن طريق عضويتها البرلمانية.

وأقول للسيد رئيس الحكومة، إن أنت استمررت على هذا النهج البعيد عن الالتفات لهموم ومشاكل الشعب الكويتي فإنك حتماً ستخسر شعبيتك عندهم بشكل سريع جداً، ولن تجد أحداً يلتف حولك إلا (شوّية) وزراء وكم نائب باع الشعب واشترى رضاك !

تعليقات

اكتب تعليقك