د.تركي العازمي: اتقوا دعوة المظلوم...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 441 مشاهدات 0


بعد مقال الأحد الماضي «إنجاز النواب والحكومة الأول...!»، كان هناك لقاء أخوي تحدث فيه البعض عن أوجه الظلم الذي تعرضوا له بشكل يفوق الخيال.

لك أن تتخيل أن هناك جهات لا تخضع للقانون، وتخيل أن لك حقاً ولا تجد من ينصفك، تخيل أنك تجد من يزور توقيعك ولا يجد من يحاسبه وتخيل كل أنواع الظلم التي وقعت على صديق أو قريب لك وتقف عاجزاً عن مساعدته ولا يوجد من ينصفه حتى لو «صاح» بأعلى صوته في وسائل التواصل الاجتماعي!

وهنا نذكر المسؤولين، بمن فيهم أعضاء مجلس الأمة بدعوة المظلوم التي تضر الظالم ولا تضر المظلوم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».

هذا الحديث النبوي الشريف جاء من خاتم الأنبياء الذي قال عنه عز من قائل «إن هو إلا وحي يوحى»، وجاء في تفسير الطبري لهذه الآية (قال: يوحي الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل، ويوحي جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: عنى بقوله «وما ينطق عن الهوى» بالهوى).

وجاء في فتاوى الإمام بن باز رحمه الله إنه «مباح له، أي المظلوم، أن يدعو على ظالمه، وأن يشكوه إلى الحكومة، أو إلى الهيئة أو إلى الجهات المختصة التي تنصفه ويقول: هذا ظلمني، لأن الله سبحانه وتعالى يقول (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم)».

وصور الظلم التي يتعرض لها البعض من أحبتنا ويتحدثون عنه في وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يتحرك ساكن لدى المسؤولين... وكل ما أخشاه أن تصيب دعوة المظلوم الظالم!

سوء الأوضاع والخدمات ووقوع الظلم على أبرياء يشتكون ويكررون الشكوى وما زالوا متمسكين بدعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب.

هنا وبشكل مفصل، ذكرنا الكثير من القضايا وتحدثنا عن الظلم الواقع على الكفاءات وتقديم «الرويبضة» عبر محاصصة أو نفوذ أو علاقات أو تبادل مصالح... فهل تظنون ولمجرد الظن بأن الحال سيستمر على ما هو عليه؟

لا أظن ذلك، ولله في خلقه شؤون وإن شاء الله تتغير الأحوال للأفضل ويزاح كل ظالم من منصبه عاجلاً غير آجل.

الزبدة:

أتمنى على سمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة أن يفتحا قلبيهما قبل أبوابهما لتلقي شكاوى المظلومين خشية الأذى الذي قد يلحق بنا من دعوات المظلومين.

نستحق الأفضل ولدينا الأكفأ ونمتلك عقولاً نيرة وثروات لم يحسن استغلالها... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك