وليد الجاسم: قبل أن يفقد 100 في المئة من الشعب ثقتهم فيكم!!

زاوية الكتاب

كتب وليد الجاسم 865 مشاهدات 0


كثيراً ما أتساءل هذه الأيام مع تفاقم أزمة الإسكان والصعود الجنوني في أسعار البيوت والعقارات وحتى الإيجارات، أتساءل هل تدرك الحكومة أثر فقدان الأمل في الحصول على بيت العمر للشباب؟

هل تفهم الحكومة أنّ الحصول على بيت العمر (وهو طموح مشروع ومستحق لأي إنسان ولأي أسرة)، هل تفهم أنّ هذا الطموح بات أشبه بالحلم المستحيل؟

هل تفهم الحكومة أنه في كل دول العالم المتقدمة والمتخلفة، الديموقراطية والرجعية، الصناعية والزراعية، في كل أنماط الدول - مهما كانت - يبقى الحصول على منزل ملك بالأقساط التي تموّل من رواتب الزوجين فقط من دون أن يحتاجا إلى السلب والنهب أو غسيل الأموال أو بيع المخدرات أو الفوز بجائزة المليون دينار من أحد البنوك، يبقى أمراً قابلاً للتحقق إلّا في الكويت التي يحسدوننا عليها غير مدركين أننا رغم كل نِعم العيش التي نحيا فيها مازلنا عاجزين عن تحقيق واحد من أساسيات قاعدة أو قاع هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية !!

هل تعلم الحكومة أنّ الزوجين الكويتيين لو كان راتب كل منهما 1500 دينار وقرّرا أن يتحولا إلى (زومبي) لا يأكل ولا يشرب ولا يستأجر سكناً موقتا ولا يدفع أقساط مدارس لأبنائه، ولا يشترى الدواء، ولا الملابس، وليس له أي متطلبات، بل وإذا أراد السفر (ياخذله سعفة يطير فيها)...

هل تعلمون أنه لو فعل الزوجان كل ذلك فإن مجموع راتبيهما سيحتاج إلى ربع قرن ليكتمل ثمن بيت العمر !!!

أما إن كان الزوجان (أُنسيان) وليسا من عالم (الزومبي)، ويصرفان على كل ما سبق من مدخولهما فإن الأريح لهما أن ينسيا الموضوع برمته لأن ادخار 5000 دينار سنوياً سيتطلّب منهما الصبر لنحو 120 سنة قبل أن يكتمل ثمن البيت، وبالتالي سيكون البيت هو المستحيل الثالث بعد الغول والعنقاء.

هل تعلم الحكومة أنه حتى المليونير صار من الصعب عليه شراء منازل لكل أبنائه، فما بالكم بموظف (غلبان) ينتظر (بديلاً استراتيجياً لن يحقق له الأمل) وسيظل التضخم المنفلت يأكل الأخضر واليابس... ويفترس خديعة الإنجازات الإسكانية الورقية التي حلت 100 ألف مشكلة ورقياً ولكن حقيقياً لم تحل مشكلتهم.

خلال فترة الانتخابات الماضية كنت أنصح كل مرشح يسألني عن برنامج عمله بأن يضع (الإسكان) على رأس الأولويات، وهذا ليس ترفاً بل له أسبابه، وأسبابه الخطيرة جداً حتى على مستوى الأمن الوطني.

فالشباب في معظم الدول اليوم يحتلون نسبة 70 في المئة من المجتمع!!

هل تدركون خطورة شعور 70 في المئة من المجتمع بفقدان الأمل في وطنهم؟

هل تدركون خطورة فقدان 70 في المئة من المجتمع الثقة في قدراتكم؟

هل تدركون خطورة اقتناع 70 في المئة من المجتمع بعجزكم؟

هل تدركون أن الـ 30 في المئة المتبقية من المجتمع ستكون غاضبة أيضاً ومحبطة ومتحسرة على أبنائهم الـ 70 في المئة؟

هل تدركون وتفهمون وتعقلون أنّ الأزمة الإسكانية ستفقد كل المجتمع ثقته في السلطتين التنفيذية والتشريعية ؟

...اللهمّ فاشهد.

تعليقات

اكتب تعليقك