وبالوالدين احسانا

محليات وبرلمان

كثرة الأعمال ليست سببا للإنشغال عن رعايتهما

1046 مشاهدات 0


يتسارع الوقت ويمضي بأمور كثيرة ونحن نردد دائما بأن ليس لدينا وقتا كاف، أو أن العمل وانشغالنا بالأعمال كثيرة في الحياة تجعلنا نبتعد مسافات كبيرة عما كنا فعلا نلتصق بهم سابقا، فنجد الفجوة يكبر حجمها يوما عن يوم ونلتمس الأعذار لأنفسنا قبل غيرنا، ونحاول أن نجعل ظروف هذا الزمن هي السبب  في قلة زياراتنا لآبائنا و أمهاتنا .. و أجدادنا ..، ونضعهم في قائمة  الــ   (sms) و نكتفي بارسال المسجات لهم في المناسبات،  متناسين أنهم ليسوا من جيلها بل من أجيال كانت تعرف جيدا معنى صلة الرحم، و قد أجبروا عليها بسبب تغيرات العصر التي تحيط بهم، فيحترقون حزنا و ألما على ما حل بأبنائهم  من جفاء وبعد عاطفي عن أهاليهم، فهذا الشاب لا يرى والدته إلا في المناسبات وآخر لا يستطيع أن يراها بسبب الخلافات التي نشبت بين أمه  و بين زوجته، وآخر يتجنب والده خوفا من أن يلتزم بواجبات اعتاد أن يفعلها عندما كان يعيش معه، و أخرى تتعذر بأطفالها  وعملها، وتكتفي بالاتصالات عبر الهاتف، و غيرها من الأسباب التي لو نظرنا لها لوجدناها لا تمنع من أن يقوم كل أبن أو ابنة من زيارة والديهم .. بينما هؤلاء الأبناء يجدون الوقت الكافي للتسوق و الذهاب لزيارة الأصدقاء .. بالإضافة لوضع جدول لمتابعة أهم المسلسلات التي تعرض على التلفاز، وتتم مناقشة أهم أحداثها ولكن توضع الأولويات دوما في نهاية القائمة ... و المأساة أن أبنائنا يربون أبنائهم على نفس المنوال، فلا يحثوهم على التواصل والإخاء فيما بينهم كأخوة ولا يتم تأكيد وجوب مواصلة زيارة الأجداد والآباء،  وخاصة عند الكبر في السن  فيجب فعل عكس ذلك ..حتى لا يجد الأمر عاديا مستقبلا، و تجده يندفع لفعل الواجبات التي تحتم عليه أن يفعلها لأمه وأبيه وأخوته  دون انتظار الطلب منه ..فعودوا أنفسكم و أجعلوا أبنائكم يشاهدون تواصلكم مع آبائكم وأمهاتكم  وأخوتكم، حتى يتعلموا ما يجب أن يفعلوه لكم عندما تصلوا في سن هرمة تحتاجوا لوقوف الأبناء معكم في تلك اللحظات.
ان الفرص  الثمينة كثيرة لتهذيب النفس وتعويدها على طاعة الله والبر بالوالدين والإحسان لهما والقيام بحقوقهما والتزام طاعتهما واجتناب الإساءة لهما وفعل ما يرضيهما وقد رغب الله في بر الوالدين وحض عليه وامتدح بعض رسله على برهم لهم، كالرسول يحيى و عيسى و يوسف عليهم السلام، وكذلك رسولنا محمد  صلى الله عليه وسلم، الذي  أوصى بالاهتمام بالوالدين لنيل رضا الله، ومن المواقف التي تدل على ذلك عندما  جاء معاوية بن جاهمة السلمي ليستأذن الرسول
صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه ، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه ولما كرر عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : 'ويحك .. الزم رجلها .. فثمّ الجنة ' كما جاء رجل من بني سلمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :'يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال : نعم.. الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما '.

 

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك