#شعر | هاجر البريكي: خَبّئتُهُ فِي الرُّوحْ

فن وثقافة

الآن 1873 مشاهدات 0


"وَالبَوحُ مَاذَا إنْ غَدَا فِي خَاطِرِي
مِثْلُ الزّجَاجِ إذَا تَكَسّرَ إنّمَا"

حين يندفع البوح إحساساً متسارعاً ،  يحاول تجلية نفثات الخاطر فيصطدم بجدار  اليأس يتناثر البوح كزجاج مكسور.
و مفردة "إنما" أثرت القافية وأوقدت الرغبة في متابعة ماوراءها من صورة شعرية.

هاهي الشاعرة العمانية القديرة  
والمتألقة في برنامج "أمير الشعراء "
هاجر البريكي تجدد تواصلها مع متابعي الشعر من خلال قصيدة رائعة تتفيأ ظلال الإبداع ،  
بما تحمل من إشراقة صور وانسيابية إيقاع:


خَبّئتُهُ فِي الرُّوْحِ يَعْرِفُ كُلَّمَا
يَمَّمتُ عُمرِيَ فِي سِوَاهُ كَأَنَّمَا

كَانَ الحَريِق وَكُنتُ بَرْدَ شِتَائِهِ
بَلْ كَانَ فِي العَيْنِيْنِ يَرْقُدُ بَلسَمَا

غَنَّيْتُهُ   ألفَا   وَكُنْتُ  أُرِيْدُهُ
مِثْلَ القَصَائِدِ أوْ أَشَدَّ إذَا هَمَى

وَمَضَيْتُ فِي الدُّنْيَا أَسِيرُ بِدُوْنِهِ
لَكِنَّهُ فِي  الرُّوحِ  يَحْيِا  حّيثمَا

تِلكَ الجِرَاحُ نَمَتْ بِصَدْرِ بُكَائِنَا
مِثْلَ الرَّبِيعِ إذَا تَسَاقَطَ أوْ نَمَا

يَا سَيِّدَ الآهَاتِ يَا عِشْقِي الّذِي
خَبَّئتُهُ بَينَ الضُّلُوعِ هُنَا سَمَا

أنَا هَا هُنَا فِي الغَيْمِ أُمْسِكُ سِرَّهُ
أَنَا دَمْعَةٌ فَرَّتْ وَصَارَتْ فِي السَّمَا

مِنْ عُمْقِ عِشْقِي مِنْ بُكَاءِ حَقِيْقَتِي
مِنْ بَوحِ هَذِي الأرْضِ مِنْ صَمْتِ الدُّمَى

وَهُنَا تَمَادَى فِي الرَّحِيْلِ إذَا أتَى
وَهُنَا تَمَادَى فِي الحُضُورِ وَسَلَّمَا

حَاوَلتُ كَمْ حَاوَلتُ فِي نِسْيَانِهِ
لَكِنَّهُ  رَسَمَ  الوُعُودَ  وَأقْسَمَا

أَنَا لَنْ أقُوْل الحُبّ أخْشَى وَقْعَهُ
لَكِنَّهُ  أمْسَى  وَأصْبَحَ بِي  دَمَا

وَيْحِي سَفَكْتُ الشِّعْرَ حَتّى أَنَّنِي
مِنْ فَرْطِ عِشْقِي مَا بَرِحْتُ الأَنْجُمَا

وَتَرَكْتُ صَوْتَ النَّاسِ يَنْعَى حُبّنَا
بَيْنَ المَدَائِنِ  صَارَ حُبَّيَ  مَعْلَمَا

هُمْ حَدَّثُوا تِلكَ الدُّرُوْبَ بِاِسْمِنَا
وَتَنَاقَلوا فِي الحَيّ اِسْمِي مِثْلَمَا

وَيْحَ الهَوَى مَا زَالَ فِي أحْدَاقِنَا
مِثْلَ البُكَاءِ إذَا تَزَاحَمَ وَاحْتَمَى

نَارٌ  تِجِبُّ  الصَّمْتَ فِي  نُكْرَانِهِ
وَتَثُورُ فِي نَفْسِي وَتَعْصِفُ عَنْدَمَا

آهٍ  عَلى الأشْوَاقِ آهٍ  مِنْ دَمِي
لَمَّا تَحَدَّرَ فَوقَ وَجْهِي وَارْتَمَى

وَالبَوْحُ مَاذَا إنْ كَتَمَتُ ظِلَالَهُ
وَتَخَضّبَتْ كُلُّ الجُرُوحِ بِهِ وَمَا

وَالبَوحُ مَاذَا إنْ غَدَا فِي خَاطِرِي
مِثْلُ الزّجَاجِ  إذَا  تَكَسّرَ  إنّمَا

أنَا مِنْ سُكُونِ اللّيْلِ مِنْ عَثَرَاتِهِ
مِنْ حُلْمِ طِفْلٍ بَاتَ يُشْقِيْهِ العَمَى

أنَا إنْ سَكَبْتُ العِشْقَ أَعْنِي مَا بِهِ
لَكِنَّ  قَلبِي  بِالخَسَارَةِ  هُدِّمَا

تعليقات

اكتب تعليقك