د.موضي الحمود: خطاب المظلومية.. وصوت نساء الكويت..

أيام قليلة تفصلنا عن المشاركة في الانتخابات النيابية الثالثة، فمجلس 2023 سيكون هو مجلس الأمة الثالث خلال أقل من أربع سنوات حيث يأتي بعد المجالس الأخيرة المُنحل منها والمبطل ثم العائد والُمنحل – المعذرة لقد دارت رؤوسنا وفقدنا القدرة على التركيز والمتابعة والعد – وضع مؤلم لممارسة سياسة ديموقراطية حسبناها سترقى وتتأصل، ولكننا نشهد مع الأيام تراجعها وعدم استقرارها، حتى وضعتنا ووضعت الوطن ومقدراته في مهب عواصف سياسية لا تهدأ ولا تذر، فقلَّ حماس المواطنين وأصابهم الإحباط والتردد والجهر بعدم الرغبة في المشاركة.. ليس الناخبين وحدهم من فقد الحماس.. بل ومعهم طُفئ نجم المرشحين وخفَّ صوت المصلحين منهم والجادين.. وغابت عن الساحة مبادرات الجمعيات المهنية والمنتديات والمجموعات السياسة في الحث على المشاركة والنقاش.. ولم يبقَ إلا صوت ووعود مكررة من بعض المرشحين بشقِّ كيس الميزانية العامة والتعهد بالصرف من المال العام على رفاهية مزعومة ينادون بها.

مشهد نيابي محزن للكثيرين يزيده حزناً ذلك الصراع المستعر في وسائل التواصل الاجتماعي والبعيد عن كل خصومة أو منافسة شريفة؛ ليصل إلى الصراع والتخوين بين أبناء الوطن.. فبعض أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم.. قاتل الله السياسة.

كم أسعدنا ما تنادت به مجموعة خيرة من نساء الكويت ممن تحترق قلوبهن كما الكثيرين منا على هذا البلد.. فناشدن في بيان مميز أبناء الوطن جميعاً بالفزعة للكويت.. وذلك بالحثِّ على المشاركة الفاعلة وحمل مشعل التغيير المنشود في هذه الانتخابات.. وذلك هو المطلوب لكنه لن يتحقق إلا بالتخلي عن جلودنا القبلية والطائفية والعائلية والمصلحية عند اختيارنا لنواب الأمة والانتصار لمن يبني وليس من يشكك أو ينتخي بخطاب «المظلومية» الذي عزف عليه ولا يزال كثير من المرشحين حتى زادوا من التمزق في نسيج الوطن، فقد طالبت نساء الكويت بالتصويت لمن يعيد إلى الكويت شمسها المضيئة لا لمن يطفئ شعلتها الثقافية والاقتصادية ويزيد من انكفائها.. هي فرصة يجب ألا تضيع في دروب التعصب والعزوف عن المشاركة.. فلننتهزها لعلنا نحظى بمن يحقق لنا الحلم في مجلس نيابي فاعل وحكومة قادرة على انتشال الوطن مما هو فيه إلى مستقبل أفضل.. خيارنا وحده هو الطريق لذلك.. فلنعمل أن تكون «الثالثة ثابتة صالحة ومُصلحة».. اللهم آمين.