الدور الغائب في كارثة مشرف البيئية
محليات وبرلمانأين المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية؟
سبتمبر 11, 2009, منتصف الليل 4790 مشاهدات 0
كان لبعض المنظمات االمختصة التي تشارك الكويت في عضويتها موقف مخزي إبان كارثة مشرف البيئية، رغم أن إدارتها كويتية و مقرها في الكويت. فالمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية لم تحرك ساكنا ،رغم أنها تقع في منطقة الجابرية ولا تبعد إلا 4 كم فقط عن محطة الصرف الصحي في منطقة مشرف التي أصابها الخلل فأحالت بيئتنا البحرية إلى مستنقع آسن.
ففي 24 ابريل 1978 تم توقيع اتفاقية الكويت الإقليمية للتعاون في حماية البيئة البحرية من التلوث والبروتوكول الخاص بالتعاون الإقليمي في مكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة الأخرى في الحالات الطارئة. مما يعني إن هذه المنظمة موجودة في الكويت منذ 30 عاما . ودورها الأساسي كما تقول أدبياتها حماية البيئة البحرية ومتابعة الإجراءات التي تقوم بها كل دولة في هذا المجال. فأين كان دور المنظمة المسبق ونحن نلقي بمياه الصرف الصحي أمام كلية الحقوق في الشويخ وعلى شاطئ البدع قبل كارثة مشرف ؟
كما تقول أوراق هذه المنظمة (إنها تقوم بإجراء مسوحات ودراسات بيئية ذات العلاقة بمصادر التلوث من البر إلى البيئة البحرية،و أنها وضعت الأسس الثابتة للمحافظة على البيئة البحرية ورسمت الإستراتيجية الواضحة لها) وهذه الإجراءات لابد أنها قد كلفت الكويت والدول الأخرى مبالغ طائلة جدا ، فأين كانت الإستراتيجية المرسومة والدراسات التي فشلت في استشراف الخلل الذي حدث .
لقد ذهبت أموال الكويت في هذه المنظمة ومصاريف إدارتها هباء منثورا رغم ادعاء المنظمة بأنها تقوم بإعداد البرامج والأنشطة اللازمة على المستويين الدولي والإقليمي لترسيخ التربية البيئية لدى الرأي العام في المنطقة، والمساهمة فى التوعية البيئية لمعرفة المشكلات الناجمة عن تلوث البيئة. فهل سبق لأحد أن شاهد هذه البرامج ؟ وهل نافسوا هيئة البيئة الكويتية أو جماعة الخط الأخضر أم أن هذه المنظمة اكتفت بالاستحواذ على كل الميزانيات وتركت الجماعات الأخرى تستجدي التبرعات حتى تستطيع توعيتنا في مجال البيئة ؟ وأين محطة للاستشعار عن بعد لرصد التغيرات الطارئة على البيئة البحرية بصورة عامة ورصد ومتابعة الملوثات البحرية الناتجة عن العمليات النفطية لتي تم إنشاءها بأموال الكويت والدول الأخرى ؟
لقد استعانت الكويت في أزمة محطة الصرف الصحي في منطقة مشرف بالجيش الأمريكي،في الوقت الذي تتبجح فيه المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بتوقيع العديد من البروتوكولات الخاصة بالبيئة،و منها كما تقول البروتوكول الخاص بالتعاون الإقليمي في مكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة الاخرى و بروتوكول حماية البيئة البحرية من التلوث الناجم عن مصادر في البر وغيرها من البروتوكولات حتى اعتقدنا ان هذه البروتوكولات سستم تفعيلها ونرى سرعة نجدتها لنا ،لكننا اضطررنا للاستعانة (بالتناكر) من المملكة العربية السعودية لنقل مياه الصرف الصحي من مشرف إلى العارضية، ثم سكبه في البحر بعد معالجة ناقصة لضغط الكميات المطلوب تنقيتها .
إن الانجازات الحقيقية في سجل هذه المنظمة هي ما تبجح به مسئوليها في حديثهم لوكالات الإنباء وهو (أنها تقيم سنويا بمناسبة يوم البيئة الإقليمي معرضا للرسوم البيئية لطلبة المدارس بالدول الأعضاء في المنظمة ) أما سجل الاخفاقات فيضم فشلها كما قالت في وقف تعرض مياه الخليج لتلوث يومي يبلغ من 40 الى 50 ألف برميل نفط ولازال مستمرا،بالإضافة إلى فشلها الذريع إبان الكوارث البيئية الكبرى كالحرب العراقيةالإيرانية،والغزو العراقي للكويت وحرق أكثر من 700 بئر من آبار النفط نتج عنها حوالي 460 بحيرة مختلفة الأحجام.
إن الأموال التي تنفقها الكويت على هذه المنظمة وإدارتها ومبناها على دوار مستشفى الهادي في الجابرية،هي أموال عامة تجب حمايتها.وقد سبق التحذير من القصور الذي يكتنف عمل القائمين عليها، فقد سبق أن دعا مدير إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ضاري العجمي قبل ثلاث سنوات إلى تفعل المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، مطالبا أن تأخذ دورها في المحافظة على البيئة البحرية في الخليج، خصوصا أن الدول الأعضاء في المنظمة هي دول الخليج الست بالإضافة إلى العراق وإيران وهي جميعا لها سواحل على الخليج العربي، والمنظمة هي الجهة الوحيدة المنوط بها اتخاذ القرار لحماية البيئة البحرية. فما جدوى انضمامنا لمثل هذه المنظمة وما جدوى الدعم الكويتي لإدارتها وما جدوى منحها المبنى الذي ترفض إخلاءه رغم شكوى أهله المنطقة لنقلها ونقل كافة البعثات الإقليمية والدولية إلى منطقة مشرف حتى تكون اقرب محطة الصرف الصحي هناك لعلها تتذكر بعض الواجبات التي تخلت عنها .
تعليقات