الأتراك يواصلون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة
عربي و دوليالآن - وكالات مايو 14, 2023, 5:10 م 284 مشاهدات 0
يواصل الناخبون الأتراك الإدلاء بأصواتهم في انتخابات حاسمة من المتوقع إما أن تنهي حكم الرئيس رجب طيب إردوغان وتوقف مسار حكومته أو تؤذن ببدء عقد جديد من حكمه.
وستقرر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ليس فقط من سيقود تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضاً أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة فضلاً عن شكل سياستها الخارجية.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدماً طفيفاً لكمال كليتشدار أوغلو منافس أردوغان الرئيسي الذي يقود تحالفاً من ستة أحزاب معارضة.
وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50% اللازم لتحقيق فوز صريح.
وما لم يتمكن أحدهما من الحصول على أكثر من 50% من الأصوات اليوم الأحد فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو الجاري.
وستغلق مراكز الاقتراع في الانتخابات، التي تجري أيضاً لاختيار برلمان جديد، أبوابها في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي «1400 بتوقيت غرينتش».
ويحظر القانون التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء.
ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم مؤشرات واضحة حول ما إذا كانت ستجري جولة إعادة.
ويقول أردوغان، السياسي المخضرم البالغ من العمر 69 عاماً الذي فاز بالعديد من الانتخابات في السابق، إنه يحترم الديمقراطية وينفي أي نزوع للحكم السلطوي.
وتباينت أراء الناخبين في أنحاء البلاد بين مؤيد ومعارض لأردوغان، الشخصية المثيرة للانقسام الذي يأمل في تمديد ولايته كأطول رؤساء تركيا حكماً في تاريخها الحديث الممتد منذ 100 عام.
وتجري الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من زلازل مدمرة ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
وصافح أروغان مسؤولي الانتخابات لدى إدلائه بصوته في إسطنبول وتحدث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع.
وقال «نسأل الله مستقبلا أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية».
وأدلى كليتشدار أوغلو «74 عاما» بصوته في أنقرة وعلت وجهه ابتسامة وسط تصفيق الحشود المنتظرة لدى خروجه من مركز الاقتراع.
وقال لوسائل الإعلام «أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم. جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيرا».
وسيكون السباق في الانتخابات البرلمانية متقارباً بين تحالف الشعب، المكون من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي التوجهات الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية القومي وغيرهما، وبين تحالف الأمة بقيادة كليتشدار أوغلو المؤلف من ستة أحزاب معارضة من بينها حزبه الشعب الجمهوري العلماني الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك.
وتراقب الانتخابات بعثة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت إنها ستصدر بيانا بملاحظاتها الأولية غداً الإثنين.
التغيير أو الاستمرار
أردوغان خطيب مفوه ومخضرم في قيادة الحملات الانتخابية والفوز بها، وقد بذل قصارى جهده خلال حملته الانتخابية.
ويحظى الرجل بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم. وسبق أن تغلب أردوغان على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.
لكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85 % في أكتوبر 2022 وانهيار الليرة.
على الجانب الآخر، تعهد كليتشدار أوغلو بالعودة في حال فوزه إلى السياسات الاقتصادية التقليدية والابتعاد على سياسات أردوغان.
كما قال كليتشدار أوغلو إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام 2017.
كما وعد باستعادة استقلال القضاء الذي يقول المنتقدون إن أردوغان استغله لقمع معارضيه.
وخلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودا للوراء.
وسيكون للناخبين الأكراد الذين يمثلون ما يتراوح بين 15 و20 % من إجمالي الناخبين، دور محوري في هذه الانتخابات، ومن المستبعد أن يحصل تحالف الأمة منفردا على أغلبية برلمانية.
وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض أردوغان بشدة على خلفية حملة القمع التي استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية.
وأعلن حزب الشعوب دعمه لكليتشدار أوغلو في السباق الرئاسي. ويخوض الحزب الانتخابات البرلمانية تحت راية حزب اليسار الأخضر للتحايل على دعوى قضائية تهدف لحظره لاتهامه بأنه على صلة بالمسلحين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.
تعليقات