عبدالعزيز التركي: الحسد والأحقاد .. مفسدات للأخلاق !
زاوية الكتابدلّ القرآن الكريم والسنة النبوية على ثبوت الحسد والعين والسحر، وقد يكون الحسد والعين والسحر في الرزق، والعمل، والزواج والصلاح، وفي سائر النِعم التي أنعمها الله -تعالى- على الإنسان، وإنّ الحسد قدّ يؤذي المحسود في الدّنيا دون الآخرة، ولا يكون ذلك إلّا بمشيئة الله.
"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً"
فالحسد من الأمراض القلبية التي تصيب بعض الناس، بسبب الغيرة، وعدم الرضا بالقضاء، فمن الناس من إذا رأى نعمة أنعمها الله عز وجل على أحد من الناس، تحركت نفسه الخبيثة، وغيرته القبيحة، وبدأ يفري ويهري في ذلك المسكين، وكان الواجب عليه أن يدعو الله لأخيه بالبركة، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ويمنعه عمن يشاء، بحكمته وعلمه سبحانه.
فالحسد آفة الحساد، ومرض مهلك للأكباد، ومدمر للجماعات والأفراد، يهلك صاحبه قبل المحسود.
قال علي رضي الله عنه: "الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له".
وقيل: "الحسود غضبان على القدر".
ويقال: "ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش: الحقد، والحسد، وسوء الخلق".
وقيل: "بئس الشعار الحسد"، وقيل لبعضهم: ما بال فلان يبغضك ؟ قال: لأنه شقيقي في النسب، وجاري في البلد، وشريكي في الصناعة، فذكر جميع دواعي الحسد.
وقال أعرابي: "الحسد داء منصف، يفعل في الحاسد أكثر من فعله في المحسود "، قاتل الله الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله.
وليس بعيدًا عن الحسد، فهناك شقيقة "الحقود"، ولكن هناك شيء لا يستطيع الحقود رؤيته، وهو أن الحقد يقتله وينهيه، فالحقد حين يستقر في القلب لا يترك فيه مكانا لأي شعور جميل، فكما تأكل النار الحطب يأكل الحقد صاحبه، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".
ختامًا، الإنسان حسيب نفسه ورقيبها بعد الله عز وجل، فما أجمل أن يموت الإنسان، ويقول الناس له : " رحمه الله، غفر الله له، أدخله فسيح جناته، وأبعده عن النار، لقد كان طيبًا، مثالاً يحتذى به، يحب للناس ما يحب لنفسه " وغير ذلك من الكلام الطيب المحبوب المقبول للنفوس.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
تعليقات