الحكومة لماذا تخشي جعجعة النواب، ومعظم الوزراء يمكنهم الاحتماء بالقبلية والطائفة والحزب..فحوي مقالة أحمد بن فهد
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2009, منتصف الليل 676 مشاهدات 0
نبض الأمة
خايفه من شنو..؟!!
كتب أحمد بن فهد
حكومتنا الموقرة... الناظر إليها يجد معالم الخوف والرعب السياسي وقد ارتسمت على وجنتيها المحببتين لنواب الأمة وبكشفها لمحياها المكشوف أصلاً ترى الهلع والقلق من نواب العبثية وغيرهم... فرائصها ترتعد وتضطرب لسماع صيحة صوت الشعب أو تهديد زعيم التكتل.... أما الصوت الطائفي أو الحزبي أو القبلي فهو يعني السيحان والذوبان الحكومي بالكامل لتجنب الغضبة النيابية الموقرة التي لا تبقي ولا تذر...!!.
هذا لسان حال الحكومة إن لم تكن وصلت إليه فستصل إليه قريباً بل سريعاً جداً وبشكل يساهم في تزايد الذئاب البرلمانية لتناوش الحكومة من كل طرف وحسب الأجندة التي يؤمن بها كل ذئب برلماني يسعى لغذاء كل جرو يتبعه أو ينتسب إليه فكريا أو غيره من الانتسابات المعلومة...!!.
حقيقة لا نعلم لِمَ تجعل الحكومة من نفسها صيداً سهلاً لتلك الذئاب السياسية... نعلم أن الحكومة قد تتعامل بهدوء مع الأزمات وهو مطلوب لحل كل أزمة بعيداً عن التخبط والتسرع... ولكن ذلك الهدوء لا تفسير له لدى العبثيين والذئاب البرلمانية إلا أنه ضعف وخوف وفرصة سانحة للانقضاض على الحكومة ورئيسها لتحقيق المُراد سياسيا أو شخصياً أو ما كان خفياً ولم يعُدْ الآن مخفياً..!!.
الحكومة مُحصنة وقوية بالنظر لتشكيلتها التي أتت سواءً محاصصة أومناقصة أو غيرها... فمن الوزراء من يُشكل درعاً للحكومة لو اتخذ كذاك والأصل أنه كذلك... فوزير الكهرباء سيتمتع بحماية قبلية من أطياف قبيلته... ووزير الشؤون سيتمتع بالمثل بتلك الحماية ووزير الأشغال سيتمتع بحماية الطائفة ووزير المواصلات سيتمتع بحماية حزبه ولو تم شطبه علناً... ولو تم تنظيم تلك الاتجاهات وتنسيقها بحرفنة سياسية مع تمتع الحكومة بالأغلبية البرلمانية فستكون الحكومة هي التي بيدها خيوط اللعبة ولن نرى إلا الجعجعة البرلمانية إعلامياً من أجل إثبات الوجود أمام الناخبين...!!.
كل ذلك يتطلب من الحكومة عدم التردد خاصة في مواجهة الأصوات العبثية التي تطعن فيها ليلاً ونهاراً وهو ما نتمنى أن نرى الحكومة تواجهه بقوة إعلامية وسياسية توازي سرعة استجابة وزيرها الإعلامي لفك ضيق بعض نواب الأمة من حرية التعبير بوقف ما تضيق به صدورهم...!!.
المهم أن الحكومة بإمكانها أن تكون هي الذئب السياسي مع توفر كل أدوات القوة بيدها بل ووسائل حماية وزرائها وتكبيل نواب الشعب من خلال المصالح الضيقة ويبقى أن نرى مشاريع حكومية بلا تردد وبلا تخوف من صيحة نائب أو صرخة كتلة فالناس عطشانة مشاريع وتنمية ولن يتم ذلك إلا بتخلي الحكومة عن خوفها الذي لا نجدُ له مُبرراً...!!. ومما يجعل الحكومة على المُضي قُدُماً في مشاريعها التي طال انتظارنا لها هو أن تضع النقاط على الحروف وحبذا لو وُجد في أركان الحكومة من يتمتع بقوة الحنجرة والجرأة فهي نوعية مُحببة للجماهير الغافلة التي تعشق الأصوات العالية وهي النوعية التي تستطيع الحكومة أن تضعها في وجه الأصوات البرلمانية التي لا تُجيد إلا الصراخ والعويل...!!.
ومما يُدعم الحكومة هو أن تكشف المستور النيابي من خلال مساهمة بعض النواب في وجود المشاريع المشبوهة التي لهم فيها نصيب الأسد أو التي دافعوا عنها وحموا حماها من أجل زعيم أو ابن عم أو من يرتبطون معه فكرياً أو قبلياً... ولعل الحكومة في بعض خطواتها الإصلاحية تكشف حقائق غائبة وطوام وزارية أو برلمانية سواء بقيامها بالتحقيق مباشرة في الأزمات الكارثية كما في مضخة مشرف ومُحاسبة المُتسببين في الكارثة أم بالتأييد وعدم السكوت عن مهازل نواب الأمة كما في «الفحم المكلسن» أو غيره... وكل ذلك مرتبطٌ بنتائج اللجان وما تتوصل إليه من إدانة أو تبرئة...!!.
لو فعلت الحكومة ذلك فنعتقد أن الكثير من الأمور ستتغير للأفضل ولن تجد حكومتنا الموقرة صعوبة في تمرير مشاريع التنمية والإصلاح التي طال انتظارها..!!.
تعليقات