وثائق سرية تكشف.. بايدن فشل بإقناع دول كبرى للاصطفاف معه ضد الصين وروسيا

عربي و دولي

الآن - وكالات 252 مشاهدات 0


تواجه الأجندة العالمية للرئيس الأميركي جو بايدن تحديات كبيرة، حيث تسعى الدول النامية الكبرى إلى تجنب المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وفي بعض الحالات تستغل هذا التنافس لتحقيق مكاسب خاصة بها، حسب ما تظهر تقييمات الاستخبارات الأميركية السرية المسربة.

وتقدم الوثائق من بين مجموعة من الأسرار الأميركية التي تم تسريبها لمحة نادرة عن الحسابات الخاصة التي أجرتها القوى الناشئة الرئيسية، بما في ذلك الهند والبرازيل وباكستان ومصر، حيث يحاولون تجاوز الولاءات في عصر لم تعد أميركا القوة العظمى في العالم بلا منازع.

وتقدم النتائج الاستخباراتية المسربة، والتي لم يتم الكشف عنها سابقًا، رؤى جديدة حول العقبات التي يواجهها بايدن في تأمين الدعم العالمي لجهوده لرفض انتشار الاستبداد، واحتواء العداء الروسي خارج حدودها، ومواجهة توسع الصين العالمي المتزايد، حيث تحاول القوى الإقليمية البقاء على الهامش أو على الحياد.

وقال ماتياس سبكتور، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "الدول النامية تعيد ضبط التوازن في الوقت الذي تواجه فيه أميركا منافسة جديدة قوية من قبل الصين وروسيا، ومن غير الواضح من الذي سينتهي به المطاف في مركز الصدارة في غضون 10 سنوات، لذا فهم بحاجة إلى تخفيف المخاطر والتحوط من رهاناتهم".

وبحسب التقرير الذي نشرته "واشنطن بوست" فإن باكستان التي تلقت مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والأمنية الأميركية بعد 11 سبتمبر تعتمد الآن بشدة على الاستثمارات والقروض الصينية.

ووفقًا لإحدى الوثائق المسربة، جادلت هينا رباني خار، وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية، في مارس/آذار بأن بلادها "لم تعد تحاول الحفاظ على أرضية وسطى بين الصين والولايات المتحدة". وفي مذكرة داخلية بعنوان "الخيارات الباكستانية الصعبة"، حذرت خار من أن إسلام أباد يجب أن تتجنب الظهور بمظهر استرضاء الغرب، وقالت إن غريزة الحفاظ على شراكة باكستان مع الولايات المتحدة ستضحي في النهاية بالفوائد الكاملة لما اعتبرته شراكة "استراتيجية حقيقية" للبلاد مع الصين.

كما تكشف وثيقة أخرى، مؤرخة في 17 فبراير، مداولات رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف مع أحد مرؤوسيه بشأن التصويت في الأمم المتحدة حيث خشيت باكستان من إغضاب روسيا وامتنعت عن التصويت مع 32 دولة أخرى.

وبالمثل، يبدو أن الهند تتجنب الانحياز إلى جانب واشنطن أو موسكو خلال محادثة في 22 فبراير بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت كومار دوفال ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وهو ما تشير إليه إحدى الوثائق المسربة.

وتقول إن دوفال أكد لباتروشيف دعم الهند لروسيا في أماكن متعددة الأطراف، وفي اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي، أدى الخلاف حول أوكرانيا إلى الفشل في صياغة إجماع حول التحديات العالمية الأوسع.

وتظهر الوثيقة المسربة أن دوفال أشار أيضًا إلى مقاومة الهند للضغط لدعم قرار الأمم المتحدة المدعوم من الغرب بشأن أوكرانيا، قائلاً إن بلاده "لن تحيد عن الموقف المبدئي الذي اتخذته في الماضي".

وتقول المصادر المطلعة على موقف الهند إنها لا تدعم الحرب الروسية، مشيرين إلى إدانة وجهها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى بوتين شخصيًا، لكنها اعتمدت منذ فترة طويلة على دعم موسكو في الأمم المتحدة وليس لديها خيار سوى الحفاظ على علاقات الطاقة والاقتصاد مع روسيا.

وعلى عكس حركة عدم الانحياز التي ازدهرت خلال الحرب الباردة، يقول الخبراء إنه لا يوجد سوى القليل في طريق الأيديولوجية المشتركة اليوم، ولا يوجد ولاء صريح بين الدول التي تسعى إلى الإبحار في محيط من التنافس على القوة.

وفي الوقت نفسه، فإن دول آسيا الوسطى "تتطلع إلى استغلال" هذه المنافسة والاستفادة من الاهتمام المتزايد من الولايات المتحدة والصين وأوروبا في سعيها لتقليل اعتمادها على روسيا، وفقًا لتقييم صادر في 17 فبراير.

ولم تحدد الوثيقة تلك الدول، لكنها على الأرجح تشمل دولًا مثل كازاخستان التي تسعى لتقليص النفوذ الروسي وتطوير شراكات جديدة في الطاقة والتجارة.

تعليقات

اكتب تعليقك