عربي خمسيني وقعوه على 180 ولا يصرفون له سوى خمسين دينارا-صلاح المضحي يحكي قصته

زاوية الكتاب

كتب 548 مشاهدات 0


رأي ثالث .... خافوا ربكم فيهم! 02/09/2007 د. صلاح مضحي المضحي في طريقي الى المنزل طلب مني ذلك الرجل الخمسيني (من احدى الدول العربية) توصيله إلى منطقة أخرى تبعد قرابة الكيلومتر، وذلك لاستكمال عمله! نعم، عليه ان يعمل في قص وتشنيب المزروعات عند تقاطعات الدائري الرابع بالقرب من منطقة الخالدية، ثم عليه استكمال ذلك عند تقاطع حولي! كيف ينتقل؟ سيرا على الأقدام في نهار صيف الكويت! نعم، هذه وظيفة الرجل الخمسيني، وهذه مواقع عمله.. وقدماه هما وسيلة تنقله بين مواقع عمله! هل هذا كل الموضوع؟ بالطبع لا. الرجل الذي يعيل أسرته وأسرة أخيه، الذي توفي في الكويت قبل فترة، فرح بعقد العمل في الكويت ليتمكن من اعالة تلك الأفواه التي تركها في بلده، خصوصا مع توقيعه عقدا بقيمة 180 دينارا مقابل عمله في الكويت، لكن الرجل الذي يتحدث بكلمات تقطر ألما لم ير مبلغ العقد ذلك نهائيا، بل تم ابلاغه ان راتبه لا يتعدى الخمسين دينارا! اما العقد الذي وقع عليه فلا قيمة له، فإن أراد فليكمل عمله وإلا فعليه ان يعود ويؤتى بغيره! ترى ما عساه ان يفعل أو يقول غير 'همي كبير لكن ربي أكبر'. كيف ينام هؤلاء المجرمون في حق البشر؟ بل كيف تغمض جفونهم وهم يعلمون بظلمهم لمئات أو آلاف البشر بالحيلة والغش وما قيمة هذه الأرباح المالية التي يكون هذا الجرم مصدرها؟ الا يشعرون بثقل فوق اكتافهم جراء دعوات المظلومين عليهم؟ بل من أين ستأتي البركة لهذه الأموال وهي التي اقتطعت من عرق وأجسام ولحم الغير ظلما وعدوانا؟ انكم قلة، لكن ظلمكم منتشر، انكم نكرة لكن لجرمكم وزنا، تكسبون على حساب سمعة الكويت. موضوعكم ليس بجديد، لكن استمراريته شيء معيب، والتقصير في المعالجة أو المواجهة شيء مخيب لاننا لا نتعلم من التاريخ، ولا نهتم بسمعة البلد مادمنا لا نزال نقرأ اضراب العمال بسبب عدم تسلم رواتبهم، وآخرين بسبب اختلاف المبالغ عن العقود، ونتساءل: لماذا يتجه بعضهم للإجرام؟!
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك