حسين الفضلي: الشهيد محمد المطيري.. حقق حلمي

زاوية الكتاب

كتب الآن 476 مشاهدات 0


في العام 1988 بدأت حياتي العملية بعد أن تخرجت وحصلت على شهادتي الجامعية كأي شاب حالم مقبل على الحياة يفتح لها ذراعيه، وينتظر منها أن تفتح له ذراعيها، لتحتضنه، وتبث الأمل في نفسه ليحقق الأمال والأحلام التي راودته طوال سنوات الدراسة بما فيها من تعب وعناء وجد واجتهاد وفي ديوانية شعراء النبط كانت الخطوة الأولى، حيث عملت فيها كاتباً، وكان القدر يعدني ويجهزني لوظيفة أخرى. 

ففي الديوانية التقيت كثيراً من الشعراء، إلا أن واحداً من بينهم كان علامة فارقة في حياتي، ومثل أول شعاع ضوء أثار طريقي ووضع أقدامي على بداية سكة العمل الصحافي، الذي كان فاتحة الخير بالنسبة لي ولأسرتي جميعا. إنه الشهيد الشاعر والإعلامي القدير محمد المطيري طيب الله ثراه- ذلك الرجل الذي عرفه الجميع بأنه الشهامة في أسمى معانيها، والرجولة في أبهى صورها وقد سألني يوماً في دهشة واستغراب: كيف تعمل مجرد كاتب وأنت حاصل على الشهادة الجامعية قلت : ظروف فرضت علي قبول أي عمل والله المستعان رد قائلاً: غداً إن شاء الله سأتصل بك.

وكان الرجل صادقاً، إذ تلقيت منه مكاملة هاتفية في اليوم التالي أخبرني خلالها بأنه حدد لي موعداً مع مدير تحرير صحيفة «الأنباء» الأستاذ يحيى حمزة «أبو حاتم متعه الله بالصحة والعافية وطلب إلى الذهاب إلى مقر الصحيفة غدا الخميس عند الثانية عشرة ظهراً.

قلت في نفسي يا إلهي ما الذي يحدث؟ كيف أدرك الرجل أن الصحافة حلم حياتي، وأن العمل في بلاطها أغلى الأمنيات وبم أدرك شغفي وتعلقي بالعمل الإعلامي حيث كنت شديد الحرص على قراءة «الأنباء» و«الوطن» و«أجيال» و«الجماهير» كما كانت محرري «الأنباء» لي كتابات بسيطة في صفحات الشعر الشعبي. ولما دقت الساعة تمام الثانية عشرة ظهراً كنت في مبنى «الأنباء» وجهاً لوجه أمام «أبو حاتم» الذي رحب بي خير ترحيب وقابلني أحسن مقابلة، وتوسم في خيراً، فضمني على الفور إلى كتيبة .

في يوم من الأيام المشهودة التي غيرت مجرى حياتي إذ تدرجت في تلك الصحيفة من محرر إلى رئيس لقسم المحليات، ثم اصبحت سكرتيراً للتحرير، ودارت العجلة حتى وصلت إلى ما وصلت الآن إليه مديراً لتحرير جريدة «النهار»، وخلال تلك الرحلة، وذلك المشوار لم يغب عن خاطري أبدأ الشاعر الشهيد محمد المطيري الذي جعله الله تعالى سببا في كل ما أنا فيه الآن من الخير والفضل العميم. إن فضل «أبو مبارك علي لا يمكن أن أنساه، وسعيه في مصالحي يستحيل أن يُمحى من ذاكرتي ولطالما حدثت به أبنائي، وكثيراً ما أذكره وأتحدث عنه ، بين معارفي وأصدقائي. رحم الله تعالى الشاعر والإعلامي الشهيد محمد المطيري، وطيب ثراه، وأسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

تعليقات

اكتب تعليقك