تجارب واعدة لعلاج ثوري للسعال المزمن

بعد تجربة دوائية عالمية قادها البروفيسور سوريندر بيرينغ، طبيب الرئة الرائد، على عقار Gefapixant الجديد، أصبح مرضى السعال المزمن على موعد مع أمل كبير بالتخلص من معاناتهم، حيث تمكن هذا العقار من تقليل سعال المريض بنسبة تصل إلى %60. وقال بيرينغ، أستاذ طب الجهاز التنفسي في مستشفى كينجز كوليدج في لندن، لصحيفة الغارديان البريطانية، إنه إذا حصل هذا الدواء على الموافقة، فسيكون أول علاج جديد منذ أكثر من 50 عاماً للتخفيف من أعراض الحالات المنهكة وسيغير قواعد اللعبة في طب الجهاز التنفسي، لأنه علاج فعال للغاية وينجح في علاج معظم مرضى السعال المزمن. 

وقد تمت الموافقة على العقار في سويسرا واليابان، وهو قيد الاستخدام بالفعل في كلا البلدين، وبدأت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة بفحص هذا العقار. 

وأكد بيرينغ أن هناك انخفاضًا بنسبة %60 في تكرار السعال بعد استخدام هذا العقار وأصبح المرضى ينامون بشكل أفضل، كما أصبحوا أقل تعباً وأكثر قدرة على مواصلة حياتهم، وأدى ذلك إلى تحسن كبير سريرياً في نوعية حياة حوالي %70 منهم.

يُعرَّف السعال المزمن أو المستمر بأنه السعال الذي يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع. وفي كثير من الحالات يكون ذلك بسبب إصابتهم بالربو أو اضطراب الانسداد الرئوي المزمن أو أي حالة أخرى تؤثر بشكل خطير في تنفسهم. لكن في حالات أخرى لا يكون لسعالهم تفسير طبي واضح.

أوضح بيرنغ أن السعال المزمن قد ينجم عن فرط الحساسية للأعصاب الحسية في الشعب الهوائية، التي يمكن تحفيزها بالحرارة أو الرطوبة أو تلوث الهواء.

الأثر الجانبي

كان بيرينغ الباحث الرئيسي في واحدة من تجربتين دوليتين للعقار أجريتا في 20 و17 دولة على التوالي، بما في ذلك المملكة المتحدة، وشملت أكثر من 2000 مريض. في التجارب، تم إعطاء المشاركين إما 15 ملغ أو 45 ملغ من Gefapixant مرتين في اليوم أو دواء وهمي. وكان جميع المرضى المشاركين يعانون من سعال مزمن «حراري» أو غير مفسر، وثلثا المصابين بالسعال المزمن هم من النساء.

ووجد الباحثون أن تناول جرعتين 45 ملغم أدى إلى انخفاض كبير في تكرار السعال لمدة 24 ساعة بالمقارنة مع تلك التي أعطيت الدواء الوهمي، ووفقًا للنتائج التي نُشرت في المجلة الطبية لانسيت، وُجد أن نصف المشاركين في التجربة تأثرت قدرتهم في التذوق أو اختفت تمامًا عندما كانوا يتعاطون الدواء، ولكن بيّن بيرنغ أن معظمهم قرروا أن هذا الأثر الجانبي هو ثمن «بسيط» مقابل التحسن الكبير بانخفاض كمية السعال.

ترحيب بالنتائج

ورحبت الجمعية الخيرية للربو والرئة في المملكة المتحدة بنتائج التجارب، وقالت الدكتورة إريكا كينينجتون، رئيسة قسم الأبحاث والابتكار في المعهد: «يمكن أن يمهد هذا البحث الواعد الطريق لتطوير علاج جديد للسعال المزمن». 

وبينت أن بعض الأشخاص يكافحون من أجل النوم طوال الليل بسبب السعال دون الاستيقاظ، حيث يسبب لهم آلاماً كبيرة في العضلات.