مظفر عبدالله: هدم بلا زلازل

زاوية الكتاب

كتب مظفر عبدالله 569 مشاهدات 0


أول العمود:

قبل عقدين من الزمن لم يكن موضوع تمهيد الطرق وصيانتها ملفاً يستدعي ظهور وزراء الأشغال إعلامياً.

***

ما حدث في السابق من عمليات هدم العديد من المباني التي رافقت عهد النهضة في الكويت (1952 وما تلاها) يقترب من أن يكون جريمة حقيقية نالت ذاكرة الوطن وتاريخه، ولمحة سريعة استذكرتها مع زميلي عبدالرؤوف مراد المهتم بالإرث العمراني رصدنا سحق المباني التالية: كل دور السينما ما عدا سينما الأحمدي، غرفة التجارة والصناعة، الخطوط الجوية الكويتية، صالة التزلج، فندق الهيلتون، مبان عديدة في جزيرة فيلكا، مسجد المطبة بيت لوذان، وتغيير معالم شارع فهد السالم، وغيرها، مع ملاحظة أنه لا يوجد في الكويت حي قديم متكامل جرت المحافظة عليه كما هي الحال في دول أخرى.

ما يجري يشبه الزلزال الذي يمحو المباني، لكنه هنا بفعل بشري لا يأبه بأي قيمة حضارية لتاريخ البلد وجهود شعبه، وبلمحة سريعة لأسماء من ساهموا في تشييد معظم ما تم هدمه من مهندسين ومعماريين سنجد أن من بينهم من وصل إلى العالمية خصوصاً تلك المباني التي شيدت منذ أوائل الخمسينيات وهو ما سأتناوله في إصدار خاص مستقبلاً.

لفت نظري انتقال أعمال المجلس البلدي لمبناه الجديد القريب من المبنى الحالي الفريد ذي اللون الأخضر الذي كان مبنى مجلس الأمة الأول (شَيّده عثمان أحمد عثمان– المقاولون العرب) والذي جرت فيه نقاشات المجلس التأسيسي لوضع الدستور بدءاً من 1961 حتى نهاية 1962، هذا الانتقال وبناء على تاريخ الهدم اللامبالي قد يضع هذا المبنى التاريخي الشاهد على بناء الدولة المدنية الدستورية في خطر، لذا يجب على أصحاب القرار المحافظة عليه وتحويله إلى جزء تابع لمجلس الأمة، وإنشاء مركز معلومات فيه خاص بالتاريخ السياسي والدستوري الذي بدأ منذ عام 1921 بتشكيل أول مجلس شورى.

تعليقات

اكتب تعليقك