مبارك الدويلة: العمل الخيري.. الصفحة البيضاء

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 774 مشاهدات 0


في مقابلة له مع إحدى القنوات الفضائية الخليجية، خرج علينا تاجر الكمامات ينتقد المتبرعين للجان العمل الخيري بالكويت لأنهم لا يقدمون مساهماتهم للجمعية الخيرية التي أسسها، وتناسى أن المتبرع لأعمال البر والتقوى إنما يقدم تبرعه للجهة التي يثق بها وبالقائمين عليها، ويثق بأن تبرعه سيصل للمستحقين، ولم يكتفِ صاحبنا بتصريحاته التي دلت على أزمة نفسية يعاني منها، بل إنه شكك في نوايا معظم القائمين على لجان وجمعيات العمل الخيري، حتى الجهد الجبار الذي قامت به هذه اللجان في كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، مدعيًا وجود تجاوزات واختلاسات صاحبت عملية جمع التبرعات. 

العمل الخيري الكويتي لا يحتاج من هذا وأمثاله الثناء والمديح، فاليوم كل خطوة تتم وكل دينار يتحرك تتم مراقبته من الأجهزة الأمنية والرقابية الرسمية والدولية.. وفي حادثة الزلزال الأخيرة التي روَّعت كل أصحاب الضمائر الإنسانية، كان للعمل الخيري الكويتي كلمته ودوره البطولي جنباً إلى جنب مع العمل الرسمي الحكومي، وقد أثنى المسؤولون الكويتيون على هذا الأداء البطولي المذهل، حتى المسؤولون الأتراك شكروا الكويت حكومة وشعبًا على مساهماتهم التي لا تغطيها افتراءات وتشكيك من أفلس من أن تكون له مساهمة ومبادرة في هذه المحنة الإنسانية.

المال عديل الروح، لذلك ينفقه المتبرع بحثاً عن الأجر من الله، وطلباً لرضا ربه ورحمته وغفرانه، لذلك لا يعطيه إلا لأصحاب السيرة الحسنة والأخلاق العالية الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، وفهم هذه الحقيقة يساعد في إدراك سبب توجهات الناس في تبرعاتهم.

العمل الخيري الكويتي وصل إلى أدغال أفريقيا وجزر المحيط الهندي وجنوب شرقي آسيا، حتى أوروبا ساهم أهل الخير الكويتيون ببناء المساجد فيها ودعم المراكز الدعوية الاسلامية التي تسهم في نشر الإسلام وتعاليمه بين الجاليات المسلمة، حتى قال أحد السياسيين الأوروبيين محذراً من أن القارة الأوروبية ستتحول خلال عقدين من الزمن إلى مجموعة دول يشكل المسلمون فيها أغلبية ساحقة.

اترك العمل الخيري وشأنه، وتفرغ لعملك التجاري الذي تبدع فيه، حسب حديثك المكرر في كل سطر تكتبه، فالناس ملّوا من تكرار قدحك في نوايا خصومك مع كل شاردة وواردة، وليتك تفكر ما هي حصيلة تشكيكك في مقاصد الإسلاميين طوال السنوات الأربعين الماضية التي كتبت ومازلت تكتب فيها؟ شككت في النواب الإسلاميين الذين نجحوا في مجلس الأمة واتهمتهم بالرجعية والتخلف، وكل انتخابات يعيد الشعب انتخابهم، وشككت بالعمل الخيري والقائمين عليه وكل يوم تزيد ثقة المتبرعين بهم! يا عزيزي الفكر الليبرالي المنفلت من دون ضوابط لا يحقق قبولاً في الشارع الكويتي، فالمواطن لا يمكن أن يتبنى الآراء التي يطرحونها والتي قد تسبب انحرافاً في المفاهيم تتشكل أحياناً عند البعض من أصحاب الفكر المتحرر، حتى مَن بلغ من العمر عتياً منهم.

تعليقات

اكتب تعليقك