فالح بن طفلة: أنشودة الوطن

فن وثقافة

1323 مشاهدات 0


للوطن حق الاحتفاء بأعياده الغالية وذكرى أمجاده الخالدة، والتعبير عن حبه المتوغل في قلوب أهله الأوفياء ،وديمومة الولاء لأرضه العزيزة.

الشاعر المبدع فالح بن طفلة يصافحنا بقصيدة وطنية رائعة ومتميزة بصورها التعبيرية ذات المنزع الذاتي في بدايتها حين يتحدث عن حبه الصادق لديرته الأم التي ترضع ابنها المحبة والولاء، وينتقل الشاعر في قصيدته المشرقة إلى استحضار تاريخ الوطن ووحدة أبنائه  ومآثر رجاله الأولين:

منذُ الطفولةِ  والهوى  وقَّادُ
ومشاعري في حُبَّها  تزدادُ

شادت بروحي قصر حبًّ شامخٍ
فيه  الوفاءَ  ركيزةٌ  وعِمادُ

ونما هواها في فؤادي مثلما
تنمو  على أغصانها  الأورادُ

فكأنَّ أمي أرضعتني عشقها
مذ لفَّني قبل الفطام مهادُ

حتى اغتدى هذا الغرامُ ملازمي
وعليهِ أضحى خافقي يعتادُ

أمسي وأصبح والكويت بخاطري
أنشودةٌ   يحلو بها   الإنشادُ

يشدو الخليج بها معي مترنَّماً
والشمس والوديان والأطوادُ

فلقد سَبَتْ كلَّ الوجودِ بحسنها
حتى  ترنَّم  بالغرامِ  جَمادُ.!

*

إنَّ الكويت  لجنَّةٌ  نحيا بها
في أرضها  لا تولد  الأحقادُ

مهما اختلفنا لا يدوم خلافنا
فبحُبَّها.  تتوافق   الأضدادُ

كلُّ الطوائفِ في ذراها أخوةٌ
قد ضمَّهم عهدٌ مضى وودادُ

تبقى الكويت لهم على طول المدى
أُمًّا  ومن  في  ظِلَّها  أولادُ

هي للقلوبِ سعادةٌ لا تنتهي
فيها الهموم المشجيات تُبادُ

هي للدروب منارةٌ لا تنطفي
يهفو  إلى أنوارها  القصَّادُ

هي للصحارى المقفراتِ جداولٌ
هي للجراح الدامياتِ ضِمادُ

أمجادها   وثابَةٌ   وأقلُّها..
مجدٌ تدورُ بفلكه الأمجادُ

تاريخها  نورٌ  يسُطَّرُ   قصَّةً
أبطالها   الآباءُ   والأجدادُ

من ألبسوا وطني الحبيب جماله
فتقاصرت عن حسنه الأندادُ

أفدي سواعدَ معشرٍ قد أثبتوا
أنَّ  الحياة  عقيدةٌ  وجهادُ

نحتوا جبال المستحيل بعزمهم
فإذا   المحالُ   مذَّللٌ   منقادُ

برًّا وبحراً  شيدّوا  لنجاحهم
سُبلاً بها   للطامحين   رَشادُ

في همَّةٍ تهبُ النجوم ضياءها
لم تبقِ  شيئاً للنفوس  يُرادُ

ها نحن نرفلُ في ثياب فعالهم
متنعمين   حياتنا   أعيادُ

لا خير فينا إن نسينا شكرهم
شكراً تنوءُ  بحملِهِ  الأعدادُ

والحق أن نمضي على نبراسهم
فبهديهم  عز  الكويت  يُشادُ

تعليقات

اكتب تعليقك