داهم القحطاني: مأساة الزلزال مستمرة.. فلا تتوقفوا عن العطاء

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 479 مشاهدات 0


مأساة هذا العصر كانت الزلزال الرهيب المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى إلى موت أكثر من 40 ألف شخص، والعدد يتزايد كل يوم.

المأساة عظيمة مهما حاولنا أن نصفها، والفاجعة التي لا نشعر بها هي مَن شعر بها ضحايا هذه الكارثة عندما وجدوا أنفسهم وأسرهم وأطفالهم وفي ثوانٍ سريعة تحت أطنان من أنقاض الأسمنت المسلح – فلا حول ولا قوة إلا بالله.

والمآسي التي لم نشعر بها هي الأحاديث الأخيرة التي يتبادلها أفراد الأسرة قبل أن يموتوا واحدٌ تلو الآخر.

وكم هي موجعة وقاسية اللحظة التي يسمع فيها الأب أولاده وهم يستنجدون به وهو لا يستطيع أن يحرك ساكناً قبل أن يستمع لهم وبوجع كبير وأصواتهم تنخفض إلى أن تفارق الروح الأجساد.

وكم هي مسمومة وقاتلة تلك المشاعر التي تغلف قلب الأم وهي تستمع وفي ظلام دامس لأطفالها وهم يعانون الألم والوجع والخوف، وهي غير قادرة على أن تمسح حتى على رؤوسهم.

يا الله.. كم هي لحظات رهيبة تلك التي لم نشعر بها! واستمرت لساعات بطيئة وطويلة تحت أنقاض المنازل المدمرة.

هذه مأساة لن تنتهي قريباً، وليس لدى أي دولة في العالم القدرة على مواجهتها لوحدها، ما يتطلب القيام بحملات تبرُّع مستمرة شعبياً ورسمياً إلى حين استقرار الأحوال.

الكويت – شعباً، وأميراً، وحكومةً، وجمعيات خيرية وإنسانية – سباقةٌ في كل ميادين العمل الإنساني، ولهذا تتطلع كثير من الشعوب المنكوبة لأن تكون الكويت وشعبها اليد الحانية التي تساعد هذه الشعوب في الخروج من دائرة المأساة.

وندعو الله أن يكون قد استخدمنا كبلد وكشعب في تقديم العون والغوث للفقراء والمحتاجين ولكل من أصابته مصائب الدنيا التي تجعل الولدان شيباً.

تعليقات

اكتب تعليقك