حسن القرني: وطن العلياء

فن وثقافة

الآن 986 مشاهدات 0


تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة  بيوم التأسيس، تلك الحقبة الاستثنائية التي بدأ بها آل سعود لمّ شتات الجزيرة العربية ليجمعوها في دولة موحدة يعيش مواطنوها في تآلف وسلام.

وكان للشعراء دورهم المنتظر في التعبير عن قيمة هذه المناسبة العزيزة ، فنبتت القصائد أشجاراً وارفة في أرض الوفاء والشموخ.

وهنا قصيدة رائعة ومتميزة بلوحاتها التعبيرية المشرقة وتراكيبها المجازية المورقة لشاعر متألق دوماً.

هو الشاعر السعودي القدير حسن القرني ، مع ائتلاق القصيدة بأكملها ،لنتأمل  كيف وصَف الشاعر أهل المملكة بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها  بما يمتاز به كل إقليم في أسلوب شعري مغاير وحداثي، لايجنح إلى السرد النمطي في الوصف ، وإنا يترك للمتلقي تصور المشهد الواقعي وفقاً لإشارات المعنى:

اسجد وخذ في راحتيك
وشُمَّه
يتماً أُعيد له أبوه
فضمَّهْ

سيلوح في عينيك
حين تشُمُّهُ
جدٌّ دنت علياؤه
لتلمَّهْ

جمع الجُمان
وحاك منه قلادةً للأفْقِ
أُمًّا في السماء
وأُمَّهْ

وأنا جنوبيٌّ
يفردس جبهتي الريحان
تعلو نجمةٌ
لتشمَّهْ

وأنا شماليٌّ
أرقق صلد معجزتي
وأشعل للضيوف العتمهْ

وأنا حجازيٌّ
أردد للمدى الموالَ
أصنعُ ساحلاً للنسمهْ

وأنا قطيف العزِّ
عزَّ على الردى قطفي
وسعفي وارفٌ كالرحمهْ

وأنا سعوديٌّ
أُركّع عند أخمصِ
موطني خصمي
ليعرف خصمهْ

أوّاه ياوطني
أحبك خلتني حبًّا
وتبذرني بأرضك
كرْمهْ

وإخالني البارود
ترسل مهجتي للحد
ذئباً لايبارح رجمهْ

وإخالني السجيل
أرمي دون أرضك
جيش ابرهةٍ
وأنحر لؤمهْ

وكأنني للأمِّ
مذقة صدرها
وكأنني للموت
مشحذُ هِمّّهْ

وإخالني الآماد
حالت دون أن يطأ البغيُّ
على ترابك
مهْمَهْ

وإخالني سلمان
أنبت قلبه قمحاً
وأضرم في عدوك حزمهْ

ها قد جعلت الشعر
يمًّا هادراً حبًّا
يعيد لقلب موسى
أُمَّهْ

في يوم عيدك
نسكب الأيام أقداحاً
ونقرعها لقلبك لُحمهْ

فاليوم نكمل مانريد
ونسأل الله السلام
وأن يتمَّ النعمهْ

تعليقات

اكتب تعليقك