روضة الحاج: رحابة الغفران

فن وثقافة

الآن 755 مشاهدات 0


الشاعرة السودانية القديرة روضة الحاج
التي نالت إعجاب لجنة التحكيم في مسابقة "أمير الشعراء" في الموسم الأول بقصائدها ذات البعد الإنساني والتي تناولت بها قضايا المرأة في المجتمع العربي ،وكانت من ضمن الفائزين بتلك المسابقة المشهورة  كما حازت  على لقب "شاعر سوق عكاظ لعام 2005، وتألقت روضة الحاج  في العديد من الأمسيات الشعرية .

ننشر لها هذه القصيدة الرائعة التي تعبر عن معنى التسامح في حياة الإنسان رغم فداحة الجرح ومرارة الخذلان ، فمن يغفر لغيره يحرر نفسه بالغفران نقاء ًوتساميا قبل أن يحرر الآخر صفحاً وتغاضيا:

وغفرتُ
ليس لأنَّ ذنبَكَ
يُغفرُ!

وعفوتُ
ليس لأنَّ ما اقترَفتـه كفُّكَ
هينٌ
أو أنَّ كسريَ
هكذا قد يُجبرُ!

ونسيتُ
بل أنسيتُ نفسيَ عنوةً
ما كان من تلك الحكايةِ
علقماً
مُرَّاً
وصعباً
قاتماً
أوَ تذكرُ؟

وصبرتُ
حتى أنَّني
ما عُدتُ أعرفُ
كيف قد لا أصبِرُ!

أعفو
لأنيَّ أستحقُّ
رحابةَ الغفران
يجدرُ بي النقاءُ
وكيف بي
لا يجدرُ؟

حرَّرتُ بالغفران روحَكَ ربما
لكنَّما
روحي
التي تتحرَّرُ!

دثَّرتُ قلبكَ صاحبي
بالعفوِ
لكنْ
كان قلبي
من به يتدثَّرُ!

ومنحتُكَ الصفحَ الجميلَ
تسامياً
فوجدتُه
وبكُلَّ شيءٍ يخطرُ

بمواجعي الأولى
وبل
حتى بجرحٓ
لم يزلْ يتقطَّرُ!

أنا أستحقُّ
جمالَ هذا العفوِ
أُشبهُه
فغادرْ صامتاً
لا عذرَ يشفعُ
لا حروفَ تعبِّرُ

مجروحةٌ روحي
وقلبي نازفٌ
مقرورةٌ
ولهى
ألمُّ نثارَ ما أبقيتَ لي
يتبعثرُ!

لكنَّ شيئاً ما بروحي
كلما انبهمَ الطريقُ
أنارَ لي
وأضاءني
وعدا أمامي
واشترى لي بسمةً
شيئاً
يُؤانسُ وحشتي
وبنفحِه أتعطَّرُ!

تعليقات

اكتب تعليقك