مبارك فهد الدويلة: مواقف «حدس» في عيون المنصفين

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 910 مشاهدات 0


يظهر علينا في وسائل التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر أشخاص ينتقدون الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) تارة بتغريدة وتارة ببيان على شكل منشور «بوست»، وأخرى بفيديو مصور.. وظاهرة انتقاد «حدس» أمر تعودنا عليه بشكل متكرر، أحياناً من عقلاء ومنصفين يكون انتقادهم بدافع النصيحة وتصحيح الخطأ، وأحياناً من حاقدين ومبغضين فيكون انتقادهم لأجل الانتقاد والانتقاص، وأحياناً من جهلاء وهؤلاء «مع الخيل يا شقرا» كما يقولون.

الملاحظ أن بعض من ينتقد لا يجد ما يستشهد به في حديثه إلا عبارات كررها من سبقه من دون دليل أو وجاهة، مثل قوله إن «حدس» حركة متلونة كل يوم لها موقف، فتارةً مع الحكومة وتارةً مع المعارضة! ولا أدري هل يريد هؤلاء أن تكون مواقف الحركة دائماً معارضة لكل ما يصدر من الحكومة، وإن كان فيه خير للمصلحة العامة؟ ألا يعلمون أن العمل السياسي يحتم على صاحبه المرونة في الموقف؟ ما العيب في أن تكون اليوم معارضاً للموقف الحكومي وغداً مؤيداً لمشروع تقدمت به الحكومة وفيه منفعة عامة؟

ويظهر علينا آخر بعد مئة يوم من سقوطه المدوي في الانتخابات ليقول إن «حدس» تمد يدها اليمنى للحكومة وتطعنها باليد اليسرى! «تطعنها» مرة وحدة؟ طيب ليتك تحدّد متى طعنت الحركة الحكومة، حتى نفهم فقط ما تقصد؟! أنا أذكر بعض المواقف للحركة الدستورية الإسلامية، التي قد يعتبرها البعض طعناً للحكومة، ونحن نعتبرها مواقف وطنية مبدئية مشرفة. 

في الحملة الشعبية «نبيها خمس» كان للحركة منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة، وطلبت الحركة من ممثلها آنذاك أن يستقيل إذا رفضت الحكومة مشروع تعديل الدوائر، وبعد أن تعذّر على ممثلها في الحكومة أن يستقيل فصلته الحركة، وضحت بهذا المنصب الحساس من أجل المبدأ. وبعد حادثة «الداو» وإحراج وزير النفط المحسوب على الحركة، وخضوع الحكومة للضغط غير المبرر من بعض أقطاب المعارضة، رأت الحركة أن تلك الحكومة لا تستحق أن نكون فيها، فقررت عدم المشاركة في التشكيل الجديد لها، وعندما عرضت وزارة النفط مرة أخرى على أحد رموزها، الذي وافق على المشاركة بخلاف قرار الحركة، لم تتردد الحركة في فصله من كوادرها. 

المشكلة أن البعض لم ولن يستوعب هذه المواقف، فلم يجد لها تفسيراً غير أنها خدعة للناس، وأن الوزيرين مازالا من قيادات الحركة، وهذا بخلاف الواقع الذي يدركه كل عاقل ومنصف، لكنها المبادئ التي لا يفهمها إلا أصحابها.

كانت الحركة الدستورية الإسلامية ومازالت تفتخر بمواقفها المبدئية منذ دخولها المعترك السياسي في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي إلى اليوم، حيث تمكنت في تلك المرحلة من تشكيل جبهة معارضة، بالتعاون مع بقية القوى السياسية آنذاك، وطرحت الموقف الشرعي في بعض القضايا، وواجهت قوى الفساد وبعض الدعوات للانحلال الأخلاقي، وساهمت في المحافظة على عادات المجتمع الكويتي وتقاليده الأصيلة، وتحمّلت جراء ذلك موجات من التشويه والافتراءات عليها وما زالت تتحمّل. واليوم يحاول بعض أقزام الإعلام المدفوعين من بعض رموز الفساد أن يشوهوا مواقف الحركة وتاريخها، وستظل شمس الحقيقة ساطعة لكل عاقل ومنصف، وستظل «حدس» شامخة في مواقفها لا يضرّها من خالفها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

تعليقات

اكتب تعليقك