د.تركي العازمي: القوانين الشعبية:... «الحكومة أبخص»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 406 مشاهدات 0


قبل ستة أعوام مضت في 16 أبريل 2017، نُشر لي مقال بعنوان (نتيجة المواجهة: «الحكومة أبخص»)، وقد تحدثت عن حالة التصعيد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وبعض مطالبات المجتمع الكويتي «قوانين شعبية» وأختتمتها بـ «الحكومة أبخص»!

أخبروني... كيف لا تكون الحكومة أبخص وهي التي تُدير شؤون مؤسساتنا؟

مضت ستة أعوام ونحن ندور حول نهج «الإصلاح» وقد لمسنا بوادر إصلاحية ألا إنها لا ترقى إلى الطموح مع بالغ الأسف.

السلطة التنفيذية «الحكومة» لديها جيش عرمرم من المستشارين والقياديين ومازالت بعض القرارات تحتاج إلى جرأة وقياس وتقييم!

جميع القضايا الشعبية بياناتها والحلول المراد اتخاذها معلومة لدى كل فرد مخضرم ملم بها وقريب من الشارع الكويتي، ولهذا السبب يفترض منطقياً أن تكون يد السلطة التنفيذية ممتدة وبتعاون مع السلطة التشريعية التي تعتبر أقرب لفهم احتياجات المجتمع الكويتي... فالمسألة ليست مرتبطة بحالة التنافس التي نلتمس بوادرها، إنها متصلة بشكل وثيق بروح التعاون والأنفس والنية الصادقة تجاه نهج الإصلاح!

وفي ليلة العشاء، السبت الماضي، الذي أقامه الوالد بمناسبة خروجنا من المستشفى، ظل معي إخوة كرام في نقاش أخوي امتد إلى منتصف الليل. كل قضية معروضة حالية تمت مناقشتها والحضور لديهم مبادرات إصلاحية تغطي كل احتياجات المجتمع من تعليم، صحة، إسكان، اقتصاد، وإدارة شؤون مؤسساتنا.

وكم كنت أتمنى أن تطلق الحكومة مبادرة تستقطب عبرها تلك المبادرات من المختصين والمدعومة بدراسات وأرقام وخطط.

نعم «الحكومة أبخص»، فجميع البيانات تمتلكها، ولكن...!

نذكر هنا الآية الكريمة التي جاءت ضمن قصة موسى، عليه السلام، مع صاحب مدين «يا أبتِ استأجره إن خير مَنْ استأجرت القويّ الأمين»، حيث أعطتنا هذه الآية دلالة واضحة على أهمية القوة في العمل والأمانة في أدائه على النحو المطلوب!

لذلك، نتساءل... هل مَنْ نوليهم المناصب يمتلكون هاتين الصفتين؟

لا أظن في الغالب إن صفتي القوة والأمانة متوافرتان في معظم مسؤولينا ومستشارينا!

ولا أظن أن «أهل الشرف» من الكفاءات وأصحاب المبادرات «الرؤى» الإصلاحية قد طالتهم عجلة الاختيار... وما نشهده يُشكّل محصلة تراكمية لأزماتنا المتراكمة منذ عدة عقود.

الزبدة:

القرارات حول القضايا الشعبية لا يجب أن تكون محل تنافس وتحدٍ، بقدر ما نحتاجه من وجود بطانة صالحة تُعين على اتخاذ ما يلزم لمصلحة الوطن والمواطنين.

سبقتنا دول مجاورة ومازال لدينا متسع من الوقت... فهل نستعين بمَنْ يرشدنا إلى ما فيه خير للبلد والعباد؟ ونبدأ بإزاحة كل فاسد ونسترد الأموال المنهوبة ونأخذ المبادرات من «أهل الشرف»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك