أبوخالد مخاطبا البراك والنواب:كفوا قليلاً عن التهييج والإثارة والتهرب من أي مسؤوليات وإلقائها جميعاً على عاتق غيركم!

زاوية الكتاب

كتب 1151 مشاهدات 0




 
نافــــذة 
متى نرى للبراك اقتراحاً عملياً واحداً؟! 
 
 
 
بقـــلم  أبو خالد 


تختلف الدول والشعوب في استقبالها للنوائب والكوارث التي تحل بها، هناك شعوب عملية حين ينزل بها بلاء طبيعي أو ينتشر فيها وباء مرضي، فإنها لا تجد لديها متسعاً من الوقت للطم الخدود وشق الجيوب، والبكاء على اللبن المسكوب، لأن الوقت في هذه الحالة يكون أثمن وأغلى من الذهب، لذلك فإنها تسارع إلى توزيع جهودها على الجهات المعنية المتعددة، ويشارك في تلك الجهود أيضا متطوعون في كل مجال، ليسدوا الحاجة الناشئة عن اتساع حجم الكارثة أو الوباء، وقلة عدد المتخصصين القادرين على التعامل معه.

في دول اخرى بينها الكويت - مع الأسف الشديد - ودول عربية وإسلامية اخرى، يتفرغ الكثيرون للانتقاد والتجريح والتشنيع على كل جهد مبذول لمواجهة ما حدث، وتسود لغة التشكيك والإثارة والتهييج على لغة العقل، وحتى على الرغبة في عمل شيء من أجل مساعدة الآخرين على اجتياز المحنة بنجاح، أو على الاقل الخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.

ويعرف الكافة ان وباء كإنفلونزا الخنازير هو وباء عالمي حل بأمم الأرض جميعاً، وبات يمثل تهديداً لكل البشر، وهو لا يستهدف الكويتيين أو الخليجيين وحدهم، وإنما يستهدف كل الناس، وربما كل الكائنات الحية أيضاً.. ومن ثم فإن مواجهة تداعيات هذا الوباء هي مسؤولية الانسانية كلها، وإذا تحدثنا عن الوضع في الكويت تحديدا، فهي مهمة كل مواطن ومقيم، طبعاً بحسب الموقع الذي يشغله والموضع الذي هو فيه، فحتى الآباء والأمهات هنا مسؤولون عن حماية أطفالهم ووقايتهم من المرض.. وهكذا تتدرج المسؤولية إلى الأطباء وأعضاء الجسم الصحي كله، وكذلك الوزراء ورئيس الوزراء، وأيضا على السلطة التشريعية دور مهم وفاعل.. المهم أن يقوم الجميع بأدوارهم، من دون أن يتفرغ أحد لإلقاء اللوم والتبعة على الآخرين.

خارج هذا السياق الذي نتحدث فيه، طلع علينا أمس النائب مسلم البراك ليقول في تصريح له: «إن ذنب أي طفل يصاب بإنفلونزا الخنازير في رقبة رئيس الوزراء».. وقد نتفهم ونستوعب مبالغات النائب البراك في كثير من الأمور، لكنه في مثل هذه الجزئية فإن الرجل قد ذهب بعيداً في مبالغاته المعتادة، وحمّل الأمور أكثر مما تحتمل.. وبودنا - بهدوء شديد - أن نسأل البراك: ماذا فعلت أو قدمت أنت وغيرك من النواب من اقتراحات مفيدة وعملية قد تسهم في إنقاذ أبنائنا.. تحرك يا رجل واستخدم قدراتك الخطابية في «تحريك» زملائك للعمل المنتج والمنجز.. ولو مرة في حياتكم البرلمانية، وكفوا قليلاً عن التهييج والإثارة والتهرب من أي مسؤوليات وإلقائها جميعاً على عاتق غيركم!
 شعاع:

من أبلغ أقوال العرب: «لسان العاقل من وراء قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت».
 

الحرية

تعليقات

اكتب تعليقك