إمارة إسلامية في مخيم الهول.. داعش يحاول العودة للحياة

عربي و دولي

الآن - وكالات 335 مشاهدات 0


سلط تقرير نشرته صحيفة لوبوان الفرنسية الضوء على مخيم الهول وعلى أنشطة متنامية لخلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخله رغم حملات أمنية واسعة شنتها قوات سوريا الديمقراطية في أكثر من مناسبة لتطهيره من عناصر متطرفة تنشط داخله، بينما تشير الوقائع على الأرض إلى أنه يحاول العودة للحياة بعد انحسار نفوذه

وبحسب تحقيق أجراه غيوم بيرييه الموفد الخاص للمجلة الفرنسية، فإن التنظيم المتطرف لا يزال يتمتع بنفوذ قوي داخل هذا المخيم المكتظ الذي يضم عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين وعوائل داعش من مختلف العالم.

وكانت الادارة الكردية التي تدير المخيم في شمال شرق سوريا قد ناشدت الحكومات الغربية لاستعادة جهادييها وعوائلهم، لكن تلك الحكومات لا تزال مترددة خشية أن يتحول هؤلاء في حالة استعادتهم إلى قنابل تطرف موقوتة.

وبحث عدد منهم محاكمة محتجزين من الجهاديين الأجانب في العراق وعرضوا على بغداد مساعدات مالية ضخمة لبناء السجون وإعادة تأهيل أخرى، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من أن أسرى داعش قد لا يتلقون محاكمة عادلة.

واستعادت بعض الدول العشرات من أيتام الجهاديين، لكن الوتيرة تبقى بطيئة جدا مقارنة بعددهم ومقارنة أيضا بالظروف الإنسانية السيئة التي يعيشها معظم ساكني مخيم الهول الذي يضم قرابة 60 ألف نزيل وهو المخيم الأكثر اكتظاظا من بين المخيمات الأخرى في الأراضي السورية.

حملات امنية نفذتها قوات سوريا الديمقراطية فشلت في كبح نفوذ خلايا داعش داخل مخيم الهولحملات امنية نفذتها قوات سوريا الديمقراطية فشلت في كبح نفوذ خلايا داعش داخل مخيم الهول


وتتزايد جرائم القتل والاغتيال وأعمال العنف في المخيم، حيث نقل موفد المجلة الفرنسية عن مسؤول في مخيم الهول أنه تم خلال العام الماضي تسجيل 36 عملية اغتيال.

وأوضحت ديانا سمعان أخصائية شؤون سوريا في منظمة العفو الدولية، أن "وفاة الأطفال في مخيم الهول تدل على الظروف القاسية التي يعيش فيها عشرات الآلاف من الأطفال لسنوات نتيجة التقاعس الدولي عن معاناة هؤلاء الأطفال".

وقالت جيهان حنان مديرة المخيم إن بعض أقسام المخيم تعتبر مناطق خطيرة جدا لا يمكن عبورها إلا بعربات مصفحة، مشيرة بالتحديد إلى القسم الخامس من المخيم الذي يشكل إمارة إسلامية صغيرة.

وأوضحت في تصريحات لمجلة 'لوبوان' أنه تم طرد المنظمات الإنسانية غير الحكومية، فيما تتعرض السيارات التابعة لقوات الأمن الكردية للرشق بالحجارة كلما مرت في هذا الجزء من المخيم.

وتتعرض القوات السورية في البادية ومناطق تحت سيطرة القوات الكردية من حين إلى آخر إلى هجمات دموية مباغتة عادة ما تخلف خسائر فادحة في الأرواح.

وتظهر تلك الهجمات إلى جانب نشاط خفي في مخيمات اللاجئين خاصة في مخيم هول، كيف أن التنظيم المتطرف يعيد ترتيب صفوفه وكيف أنه يسعى لإعادة التشكل وتشكيل نواة سرية، مستفيدا من حالة الاضطراب الأمني في المنطقة خاصة في المناطق الكردية التي تتعرض لهجمات تركية.

ويجد ما تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلان هزيمته في العراق في عام 2017 وفي سوريا في العام 2019، في مناخ الفوضى الأمنية والاضطرابات التي لا تهدأ، بيئة خصبة لإعادة التشكل.

وتقول مراكز متخصصة في شؤون الجماعات الإرهابية، إن هزيمة داعش في سوريا والعراق لا تعني انتهاء خطره، موضحة أن تلك الجماعات كانت تتمتع بهيكل تنظيمي وتواصل فيما بين وحداتها القتالية لكن تشتت الهيكل التنظيمي وتحول إلى جماعات تقاتل وتباغت على طريقة العصابات وتعتمد كل مجموعة رغم محدودية عددها على التخطيط والمباغتة بغض النظر إن كانت ستحدث ضررا كبيرا أم لا فهي تريد أن تثبت أن التنظيم لا يزال على قيد الحياة.

تعليقات

اكتب تعليقك