صلاح الفضلي يلوم وزير الشئون على مشاكل اتحاد الكرة

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0


الرأي المحلي نقدلوجيا رمانة أم قلوب مليانة؟ صلاح الفضلي السبت, 1 - سبتمبر - 2007 يروى في الأمثال الشعبية أن شخصين كان بينهما خلاف قديم، وفي احد الأيام مر أحدهما بالقرب من بستان الآخر فوجد رمانة سقطت من بستان غريمه فالتقطها وأكلها، فسارع إليه صاحب البستان وأوسعه ضربا، فلما سُئل المضروب عن سبب غضب صاحب البستان الشديد لأجل رمانة، فقال «القصة مش قصة رمانة ولكن قلوب مليانة». المثل أصبح يضرب لمن يتحين أتفه الأسباب ليصفي حسابه مع غريمه. المشكلة المحتدمة هذه الأيام بين الأندية الكويتية حول عدد أعضاء الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد تبدو خلافا حول العدد، لكن حقيقة الأمر أن المشكلة أبعد من ذلك بكثير «فالقصة ليست قصة رمانة بل قلوب مليانة». لكن مهما كان الخلاف بين أندية المعايير الثلاثة وأندية التكتل ومن يقف وراءها فإن هذا الخلاف ما كان يجب أن يصل إلى حد أن يقوم نادي السالمية وهو أحد أندية التكتل «بالوشاية» إلى الاتحاد الدولي «الفيفا» والزعم أن الحكومة تتدخل في الشؤون الرياضية، لأن الكل يعرف أن ذلك سيؤدي حتما إلى تدخل «الفيفا» واحتمال إجبارنا على أمور تخالف قوانينا المحلية، وهو ما حصل بالفعل عندما أرسل «الفيفا» كتابا يطلب فيه أن يكون مجلس إدارة الاتحاد من خمسة أعضاء، وهو ما يعني تعارضه مع القانون رقم 5 لسنة 2007 الذي أقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير بتكوين مجلس إدارة الاتحاد من 14 عضوا بواقع عضو لكل ناد. لأكثر من أربعة أشهر ومعمعة الصراع بين الأندية محتدمة ومراسلات البعض من خلف الكواليس مع الفيفا مستمرة ووزير الشؤون لا يحرك ساكنا وكأنه غير معني بالأمر، وفجأة وبعد أن وقع الفأس بالرأس وقرر الفيفا تشكيل الاتحاد من خمسة أعضاء يجتمع الوزير مع ممثلي الأندية ليطالبهم بتطبيق القانون ومخاطبة الفيفا بالموافقة على تمثيل الـ 14 في الاتحاد لأن ذلك هو المخرج الوحيد المتبقي لحل الأزمة، وإلا ترتب على ذلك وقف النشاط الرياضي من قبل الفيفا. وزير الشؤون لم يتحرك إلا بعد أن وصله تحذير جدي بأنه سيصعد إلى منصة الاستجواب ما لم يطبق القانون ويجبر إدارات الأندية على احترامه حتى لو أدى ذلك إلى حل مجالس إدارات الأندية التي لا تمتثل للقانون. الكل يعرف أن هناك شخصيات نافذة في معسكر أندية التكتل قد تضررت من قانون منع الجمع بين المناصب وأن هناك معركة كسر عظم بين «أولاد العم» على كرسي رئاسة الاتحاد، ولكن كل هذا لا يمكن أن يصل إلى حد تحريض الفيفا على إصدار قرارات تخالف قوانينا، فهذا الفعل يصل إلى حد الخيانة واللعب بالنار، فقوانين البلد متى ما صدرت يجب أن تحترم، أما تعريض الكويت لإيقاف النشاط الرياضي فيها من قبل الفيفا وتعريض سمعتها للإساءة على قاعدة «علي وعلى أعدائي» فهو أمر خطير جدا، ويدل على استهانة البعض بقوانين البلد وسمعتها، والمسؤولية في ذلك بالدرجة الأولى تقع على وزير الشؤون الذي ترك الحبل على الغارب طوال الأشهر السابقة إلى أن أدى عبث البعض وعناده إلى «خراب البصرة». لو أن الوزير تحرك منذ البداية لما وصلنا إلى هذا الوضع المحرج، ولكن «ولات حين مناص»، ولذا على الوزير أن يتحمل المسؤولية السياسية كنتيجة لهذا التراخي، فـ«الذي لا يعرف تدبيره حنطته تأكل شعيره». مشكلة الرياضة باختصار «مش رمانة ولكن قلوب مليانة».
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك