#شعر | تأخر الرثاء ولم يتأخر الوفاء.. علي الحبشان يرثي الرمز فهد العسكر

فن وثقافة

الآن 2017 مشاهدات 0


علي الحبشان هو شاعر كويتي معاصر مبدع ، يدرك  منزلة شاعر الكويت الكبير فهد العسكر الذي توفي سنة 1951 ،ذلك الشاعر الذي يعد فخراً من مفاخر الكويت ، لما له من مكانة شعرية متميزة على الصعيدين الخليجي والعربي ، فرأى علي الحبشان أن يرثي فهد العسكر وإن كان رثاءً متأخراً  فرضته الفجوة الزمنية بين الشاعرين  ، من قبيل وفاء الشاعر المعاصر للشاعر المتقدم ، وصفه بالغياب الجسدي ، لكن أكد حضوره في الوجدان ، إذ سيظل العسكر شعلة دائمة التوقد في ذاكرة الأجيال ،
هي  قصيدة رثاء رائعة لعلي الحبشان  تشعرك بالصدق ، وتليق بفهد العسكر وقامته الشعرية الباسقة:


من أي أطراف القصيدةِ نشربُ
يا أيها المخمور نخبُكَ مطلبُ

يا غائباً  ملأ الشعورَ  حضورُهُ
طوفان حبركَ أين منه المهربُ

من رمل كاظمةٍ وكنتَ وليدَها
صحراؤها  أمٌ  وشاطيها  أبُ

من رمل كاظمةٍ أتتك نبوءةُ الـ
معنى، وفيها بالقصائد تُصلبُ

في موكب الأفكار جئتَ  متوَّجاً
تمحو من الشوق القديم وتكتبُ

وجَنَحْتَ يُغريك "المجازُ" برحلةٍ
أبديةٍ  فيها  الشقاءُ  السَبسَبُ

طوَّفتَ  بالآفاقِ  تسألُ  أهلَها
عن نجمةٍ في الأفق ليست تغربُ

وعمرتَ ناديها فكنتَ لها بها
حراً تُنادي  للحياةِ وتندبُ

غارت لمطلعِك النجومُ بمطلعٍ
وأزورَّ في الأفق البعيد الكوكبُ

لي منك إيماضُ القصيدِ وعزةٌ
تُنمى إلى الجوزاء حين تُرتبُ

في الأحمدي ذهبتُ نحو حديقةٍ
فيها شعرتُ بأن دروحك  تلعبُ

وعلى الخليج وفي تخومِ ضفافه
آنستُ دمعك  بالأماسي  يُسكبُ

وذهبتُ للسوق القديم فلم أجد
إلا أغانيكَ القديمة تُطربُ

ومررتُ بالجهراءِ أسألُ قصرَها
هل مرّكم  يا قصر بازٌ  أشهبُ

في كلِّ شيء قد أراك ولا أرى
ما قاله الواشون حين تحزّبوا

وتكتَّبوا  لما  انتشيتَ  بقصةٍ
لولا الذي تُوحيه لم يتكتَّبوا

قد كنتَ درويش القصائدِ والطِلا
فاخلد بها قُطباً ومثليَ  يُجذبُ

تعليقات

اكتب تعليقك