مبارك الدويلة: «إنّ أخْذَهُ أليمٌ شديدٌ»

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 821 مشاهدات 0


عندنا مثل يقول «الله ما يطق بعصا»، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى لا يعذّب بضربة عصا، بل إن عذابه أليم شديد. نسأل الله لنا ولكم العافية.

ينتشر الظلم في كثير من المشاهد، ويفتخر الظالم بظلمه في كثير من الأحيان، ونشاهد المظلوم جالساً لا حول له ولا قوة في كثير من الأماكن.

الموظف يشعر بالظلم من مسؤوله، ولا يجد من ينصفه.

الطالب يجد الظلم من مدرسه أحياناً ولا يجد من يستمع إليه.

البنت تجد الظلم من إخوتها ولا تجد من تشكو له.

الزوجة تجد الظلم من زوجها، ولا تجد من تستند إليه.

شعوب تعاني الظلم.. ولا تستطيع أن تفتح فمها.

هذا يحدث كل يوم في العالم، وتمتلئ أروقة المحاكم في أرجاء المعمورة بهذه المظالم، فتنصف من تشاء، ويستمر الظلم على من تشاء.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت للظلم في عصرنا أشكال جديدة، فبتغريدة واحدة تظلم إنساناً، وبخبر مفبرك تظلم جماعة بأكملها، وبفيديو مركّب تفتري على الحقيقة، ولو كانت المظلومية تقع على بيت الله الحرام! كما حدث بالأمس، عندما انتشر فيديو يبين الثلوج تتساقط على صحن الكعبة المشرفة، ولم يراعِ هذا الظالم حرمة البيت الحرام.

قد يستمر الظالم في ظلمه، وقد تستمر المظلومية على صاحبها، الذي لا يجد له معيناً، وقد ينتصر الظالم في معيار أهل الأرض، وقد يخسر المظلوم صراعه مع الظالم في مقياس الحياة القصيرة، لكن الذي يجب ألا ننساه ولا نتجاهله، هو أن حبل الباطل قصير، والظلم ظلمات يوم القيامة، ومن يعجز أهل الأرض عن نصرته سيفزع له أهل السماء، والعبرة بالمصير الأخروي وليس بالمقياس الدنيوي، فالدنيا في نظر المسلم زائلة، والآخرة هي الباقية، ولن ينتهي الحساب يوم القيامة إلا وقد أخذ كل ذي حق حقه، ورجعت المظالم، واقتص الله من الظالم.

بالأمس القريب أعلن الرئيس بايدن توقيعه لمشروع يحفظ حقوق المثليين ويشرّع لوجودهم في مخالفة صريحة للسنن الكونية، وبعدها بأيام أصابت أميركا رياح وعواصف ثلجية غير مسبوقة، شلت فيها الحياة بجميع مظاهرها، وتجمّد كل شيء بعد أن بلغت درجة الحرارة خمسين درجة تحت الصفر، وأعلنت الجهات الرقابية مخاوفها من سنة كبيسة على الولايات المتحدة بعد تجمّد المحاصيل الزراعية، هنا يتذكّر المسلم قوله تعالى «إنّ أخْذَهُ أليمٌ شديد».

وبالمناسبة نذكّر الظالم بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه «إن الله ليمهل للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته»، فليحذر الظالم من عقاب الله، ان تمكّن من تجاوز عقاب الناس، ففي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى للمظلوم: «..وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ».

تعليقات

اكتب تعليقك