ناصر القحطاني: لارحتي ولاجيتي

عمرٍ نثرتيه رحت انساك والمّه
الى تذكرتك  اذكر عمر  تشتيتي

عمر من الأمل والانتظار يذهب أدراج
النأي والضياع، إلا أن يد النسيان كفيلة بلملمة أجزاء العمر المنثور، لذا فمرآة الذكرى عاكسة لمشهدية عمر الشتات .

الشاعر السعودي الكبير ناصر القحطاني من الشعراء القلائل جدا الذين بدؤوا مسيرتهم في النشر  بنضج شعري تام وبوهج إبداعي تصاعدي ، وكأنهم عثروا على كنز الإبداع منذ الخطوة الأولى نحو جزيرة الشعر السحرية

هنا ننشر رائعته "لارحتي ولا جيتي" التي نُشرت منذ فترة ليست قصيرة ليتبين  لنا كيف ينسج ناصر القحطاني فكرته في أسلوب شعريٍّ راقٍ ،يوظف فيه المفردات بمهارة وفقاً لاحتياجات المشهد التعبيري ، والربط بين الجُمل الشعرية بما يحقق وحدة النص:


ياللي بمرباعي  الموعود  مهتمّه
انتي مطر صيف لارحتي ولاجيتي

رحلت لا امدح زمان اول ولا اذمّه
الا اني اضحك على سابق تناهيتي

يامقبله   ليه   خليتيني   اليمّه
ياحلوها لو بدَل مااقبلتي اقفيتي

ياما تمنيتي  العشق يْحكي  فمّه
حتى حكىَ العشق فوق اللي تمنيتي

عمرٍ نثرتيه  رحت انساك  والمّه
الى تذكرتك  اذكر عمر  تشتيتي

انتي ووقتي وحظي مالكم  ذمّه
ياما على  ونّتي  غنّوا  وغنيتي

ياجرحي اللي نفذ صبري وانا اضمّه
كيف اتناسى  صوابي  لو تناسيتي

مانتي بذيك اللي الشوق اهدرت دمّه
وانا اللي اظن بين ضْلوعها بيتي

ياليتني  قبل  اكذّب  راعي النمّه
سويت في طفلنا اللي فيه سويتي

أنا الوفا بين اخوه وبين ابِن عمّه
وانتي الجفا بين مارحتي وحلّيتي

ياما نخيتي الزمان  وشحّ  باللمّه
أو شفتي الصدق زوّدها  وملّيتي

كذاب لو قلت قلبي راح  ماهمّه
والفين كذاب  لو ماقلت  حبيتي

ياللي تركتي الهوى غرقان في دمّه
جيتي غريبه ورحتي مثل ماجيتي