أحمد جنيدو: جَهَشَتْ

وَ قَطَـعْـنَـا الـمُـبْـتَـغَـى حُجَّـتُـنَـا
حَبْلُ وَصْـلٍ فِي سَـرابِ الفَـشَـلِ

للوصل حبله الوجداني المفضي إلى الغاية المأمولة ، لكن قد يتراءى سراب في الطريق يضلل بوصلة السعي إلى المبتغى.

هنا الشاعر السوري المتمكن أحمد جنيدو يصافح متابعي هذه المساحة الشعرية بقصيدة مليئة بالصور الشعرية المتوهجة وحافلة باللوحات المجازية المتناغمة:

اِلْـتَـقِـيْـنَـا فِـي سُــؤَالِ الأَجَـلِ.
فِـكْـرَةً تَـحْـفر  صَـخْـرَ  الأَزَلِ.

تَـنْـقرُ الـعَـقْـلَ  رُؤَى لِـعبَـتِـهَـا،
يُـصْـبِـحُ النَّـقْـرُ صَـدَى مُعْـتَقَلِي
.
اِقْـتَـرَبْـنَـا مِـنْ فَـضَــاءٍ،  وَبَدَتْ
لَـمْـحَـةُ الـبَـعثِ غثَـاءَ الـجـدَلِ.

فَـخَـلَـعْـنَـا ثوْبَ أَقْـصُـوصَـتِـنَـا،
ولَـبِـسْــــنَـا هَـرْطَـقَـاتِ الـهَـلَـلِ.

مَـا شَــبِعْـنا مِنْ شَـظَـايَا حَفَـرَتْ
عَـجْـزَهَـا الأَنْـكَـى جَزَاءَ العَجَلِ.

وَ قَطَـعْـنَـا الـمُـبْـتَـغَـى حُجَّـتُـنَـا
حَبْلُ وَصْـلٍ فِي سَـرابِ الفَـشَـلِ.

فِي اخْتِلَافِ العُذرِ بُعداً وَضَعَتْ.
مِـثْـلُهَـا فِي الوَهْـمِ رَبْطُ الأَمَـلِ.

فَـتَـجَـاهَـلْـتُ كَـثِـيْــراً وَجَـعِـي،
بـيـن أَصْـدَاءِ التَّـمَـاهِـي عُلَـلِي.

مُـبْـحِـرٌ مُـنْـكَـسِـــرٌ مُـنْـتَـصِـرٌ
ذَاكَ  أَبْـقَـاني  صِـرَاعَ الـمُـثِـلِ.

كي أَقُـوْدَ الـجزءَ مِـنِّـا خَـجَـلاً،
يَـجْـمَـعُ الجـزءُ احْمِرَارَ الخَجِلِ.

ويَـدُوْرُ  الأُفْـقُ  ظَـنِّـي  هَــزَلاً،
وَأَنَــا الـمَـنْـكُـوْدُ ظَـنَّ الـهَـزَلِ.

فَـتَـكَـاثَـرْتُ     ثَـمَـانِـيْـنَ   أَنَـا
فوق مَعْنَىً إِنْ أَضَاعَتْ خُصَلِي.

وَ جَـهَـشْـتُ اللومَ عَـتْـقاً حَذِقاً،
أُبْـلُـغُ الـمُـثْـلَى ولوْ لَـمْ تَـصِـلي.

أَدْفـنُ البَعْضَ اقْتِنَاعاً بِ مَضَى،
لِأَعُـوْدَ الـظِّـلَّ فِـي الـمُـخْـتَــزلِ.

لِـي هُـنَـاكَ اسْـــمٌ تَـكَـنَّـى بِـغَـدٍ،
لَـكَ كُـلِّـي فِـي هُـرَاءِ الأَجَـــــلِ.

خُذْ تَعَابِيْرِي، وَعُدْ، حيْثُ هَوَى
فَاعِـلُ الأَجْـدَى بِصَخْبِ الوَجِلِ.

كُنْ شَــدِيْـدَ الحُـبِّ إِنْ يَمْـلِـكُني،
سَــيَـكُـونُ الـمُـلْـتَـقَـى بِـالـمُـقَـلِ.

عَجَزَ السَّـطْرُ انْتَهَى مِنْ زَمَنِي،
ذَلِـكَ الـشِّــعْـرُ عَـدِيْـمُ الـسُّــبُـلِ.

لَا تَـخَـفْ  مِـنِّـي أَنَـا مُـنْـدَثِـــرٌ،
جَـامِـحٌ حِـيْـضُ فُـصُوْلِي وَأُلِيْ.